كتاب الجامع في الجرح والتعديل (اسم الجزء: 1)

واحد. وهو القسم الأول، وقد قطعنا فيه، برحمة الله شوطًا متواضعًا، وجاري إكماله.
والثاني: وهو هذا الذي بين يدي طلاب العلم يبدأ من محمد بن إسماعيل البخاري -رضي الله عنه- حتى أمير المؤمنين في علل الحديث أبي الحسن علي بن عمر الدارقطني. وهو القسم الثاني.
أما جمع كتب علل الحديث والمتفرق منها فما زال في حدود الأماني التي نسأل الرحمن سبحانه أن ييسر لها رجالًا يقومون بجمعها، أو نقوم بها نحن بعد إنهاء ما بين أيدينا.
وهذا العمل الذي بين يدي الباحث، طالب العلم، لا نزعم فيه، وما كان لنا ذلك، أننا حقفنا به كل الأماني، لا، ولا نصفها. ولا نزعم له الكمال من النقص والعيب والخطأ، لكنه جهد بشر، يخطئ، وقد يصيب.
ونشعر أن هناك من الكتب المهمة جدًّا ما لم يُضاف إلى هذا المجموع، ونكاد نسمع هنا أو هناك من يقول: كان يجب إضافة الجرح والتعديل من "الكنى" للدولابي، و"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم. و"الثقات" و"المجروحين" لابن حبان، و"الكامل" لابن عدي، و"الضعفاء" للعقيلي، وغير هذا من الكتب التي لا تقل أهمية عن الكتب الموجودة.
ونقول، ونكرر: إن ما فعلناه هو لبنة واحدة في بناء، وليت إخواننا في كل مكان يأخذون هذه اللبنة، ويضيفون عليها أخرى.
إن من أسهل الأمور أن يجلس إنسان ما، أي إنسان، ليقول: إن هذا العمل ناقص، وهذا العمل كان يحتاج إلى كذا.
ولكن عمل الرجال، وطلبة العلم، والباحثين عن الحق أن يتعاونوا على البر والتقوى، ومن هذا التعاون أن يقدم كل مسلم ما لديه، وإن كان قليلًا، ولا يعبأ بالذين يلمزون المطَّوعين من المؤمنين في الصدقات.

الصفحة 7