كتاب تبييض الصحيفة بأصول الأحاديث الضعيفة (اسم الجزء: 1)
الوركانى ثنا سعيد بن ميسرة البكرى سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا خير في صب الماء" وقال: "إنه من الشيطان" - يعنى كثرة صب الماء في الوضوء- وسعيد بن ميسرة هذا قال الذهبي في "المغنى" (1/ 266): "واهٍ. قال ابن عدي: هو مظلم الأمر".
وبكل حال، فقد ثبتت أحاديث أخرى عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم في كراهة السرف في الوضوء وسنية الاقتصاد فيه -بغير الألفاظ المتقدمة- تراجع في مثل "مشكاة المصابيح" للخطيب التبريزى رحمه الله، و "جامع الأصول" لابن الأثير الجزرى رحمه الله.
و(الصواب) في حديث الترجمة أنه من قول هلال بن يساف -وهو تابعي ثقة- فقد قال البوصيرى: " ... ورواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" من حديث هلال بن يساف" (¬75).
قلت: صنيعه رحمه الله يوهم أن الحديث مرفوع وليس كذلك، (فقد) رواه (1/ 66) عن محمد بن فضيل عن حصين عنه قال: "كان يقال: في الوضوء إسراف ولو كنت على شاطئ نهر".
ورواه البيهقى (1/ 197) من طريق الثورى عن حصين به، بلفظ: "كان يقال: في كل شئ إسراف حتى الطهور، وإن كان على شاطئ النهر" وإسناده صحيح.
وروى ابن أبي شيبة أيضًا (1/ 67) عن يزيد بن هارون قال: أنا العوام عمن أخبره عن أبي الدرداء قال: "اقصد في الوضوء، ولو كنت على شاطئ نهر".
وإسناده ضعيف، شيخ العوام -وهو ابن حوشب- مجهول لم يسم، ثم إن روايته عن أبي الدرداء منقطعة أيضًا، فإن جميع شيوخ العوام بن حوشب لا يدرك أحد منهم أبا الدرداء أصلًا.
¬__________
(¬75) في الأصل: "هلال بن يسار" وهو خطأ.