كتاب تبييض الصحيفة بأصول الأحاديث الضعيفة (اسم الجزء: 1)
"قال العامرى: حسن". ورواه البخارى في "الأدب المفرد" (592) من طريق مسكين بن بكير الحذَّاء الحراني عن جعفر بن برقان به موقوفًا على أبي هريرة. ومسكين هذا صدوق يخطئ، فرواية ابن حمير المرفوعة أرجح, لأنه لم يوصف بالخطأ، وكلاهما من رجال البخاري" اهـ.
قلت: وفي كلام الشيخ أمور تحتاج إلى وقفات:
الأول: قوله: "ورجاله كلهم ثقات"، فإن فيه توسعًا, لأن محمد بن حمير السليحي الحمصي مختلف فيه، ولذلك أورده الذهبي في "الميزان" (3/ 532) وقال: "وثقه ابن معين، ودحيم. وقال النسائي: ليس به بأس وقال أبو حاتم: لا يحتج به. بقية أحب إليَّ منه. وقال الفسوى: ليس بالقوى.
قلت: له غرائب وأفراد. ومات سنة مائتين .. ".
قلت: لفظ أبي حاتم -كما في "الجرح" (240/ 7) -: "يكتب حديثه ولا يحتج به، ومحمد بن حرب وبقية أحبُّ إلَىَّ منه". فحَسْبُهُ أن يكون صدوقًا كما قال الحافظ في "التقريب" (5837).
الثانى: قوله: " ... رجال الصحيح"، فإن محمد بن حمير ليس له في "البخارى" سوى حديثين أحدهما له متابع، والآخر له شاهد كما قال الحافظ رحمه الله في "هدى السارى" (ص 438) -ومع ذلك- فكلاهما عن غير جعفر بن برقان. ولذلك قال العلامة المعلمي رحمه الله في تعليقه على حديث: "من قرأ آية الكرسى في دبر كل صلاة، لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت" -من "الفوائد المجموعة" (ص 299) للعلامة الشوكانى رحمه الله-: "مدار الحديث على محمد بن حمير، رواه عن محمد بن زياد الألهاني، عن أبي أمامة، وابن حمير موثق، غمزه أبو حاتم, ويعقوب بن سفيان, وأخرج له البخارى في "الصحيح" حديثين قد ثبتا من طريق غيره، وهما من روايته عن غير الألهاني، فزعم أن هذا الحديث على شرط البخارى غفلة" (¬97) اهـ.
¬__________
(¬97) الصواب أن هذا الحديث حسن الإسناد غريب من هذا الوجه من حديث أبي أمامة =