كتاب تبييض الصحيفة بأصول الأحاديث الضعيفة (اسم الجزء: 1)
هذا وغيره - مناكير كلها، وسعدان بن عبدة القداحي غير معروف، وأحمد بن إسحاق بن يونس لا يعرف أيضًا، وشيخنا محمد بن داود بن دينار كان يكذب، وقد روى النضر بن شميل عن عبيد الله، عن أَنس أحاديث - إن شاء الله - مستقيمة".
وقال الذهبي (3/ 10): "لعل هذه الأحاديث من وضع محمد بن داود، ولا يدرى من شيخه ولا من شيخ شيخه" فتعقبه الحافظ في "اللسان" (106/ 4) بأن هذا من جملة كلام ابن عدى، ثم ساق كلامه.
وفى الباب أيضًا: ما رواه الطبراني (19/ 438) وابن جميع في "معجم الشيوخ" (ص 105) والقضاعي (689) عن مسلمة بن مخلد مرفوعًا: "أعروا النساء يلزمن الحجال" وهو ضعيف. قال الهيثمي (5/ 138): "رواه الطبرانى في "الكبير" و"الأوسط"، وفيه مجمع بن كعب، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات".
قلت: ترجمه ابن أبي حاتم (8/ 296) برواية جعفر بن ربيعة وحده عنه، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.
وقال البخاري في "التاريخ الكبير" (7/ 410): "مجمع بن كعب عن مسلمة ابن مخلد - فِعْله، قاله عمرو بن الحارث عن جعفر بن ربيعة، وذكره ابن حبان في "الثقات" (5/ 438). ففي الإِسناد أيضًا انقطاع، فإن مداره على بكر بن سهل الدمياطى عن شعيب بن يحيى عن يحيى بن أيوب عن عمرو بن الحارث عن مجمع به. فإن عَمْرًا يروى عن جعفر بن ربيعة عنه.
وبكر بن سهل فيه كلام كثير، وقد استنكر عليه هذا الحديث خاصَّةً.
قال الحافظ في "اللسان" (2/ 52): "وقال مسلمة بن قاسم: تكلم الناس فيه ووضعوه من أجل الحديث الَّذي حَدَّث به عن شعيب بن يحيى (¬16) عن يحيى بن
¬__________
(¬16) في "اللسان" "عن سعيد بن كثير" وهو تحريف ظاهر. والصواب أيضًا إثبات عمرو ابن الحارث بين يحيى ومجمع.