كتاب تبييض الصحيفة بأصول الأحاديث الضعيفة (اسم الجزء: 1)

وحديث: "إن الله يحب الصمت عند ثلاث ... " ثبت موقوفًا على الصحابة رضي الله عنهم أنهم كانوا يحبون ذلك.
ولذلك يمكن للخطيب أو المحاضر أن يستفيد من الكتابين على النحو التالى: فإذا كان موضوع الخطبة عن مجاهدة النفس فبعد إيراد الآيات كنحو قوله تعالى: {وَجَاهِدُوا في اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ} والأحاديث كقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "المجاهد من جاهد نفسه في الله عَزَّ وَجَلَّ" و"أفضل الجهاد من جاهد نفسه في ذات الله عَزَّ وَجَلَّ"، فله أن يدعم ذلك بالآثار كالذى ثبت عن إبراهيم بن أبى عبلة - التابعي الجليل - أنَّه قال لمن جاء من الغزو: قد جئتم من الجهاد الأصغر، فما فعلتم في الجهاد الأكبر؟ قالوا: يا أبا إسماعيل، وفي الجهاد الأكبر، قال: جهاد القلب، مع توجيه معناه الوجهة الصحيحة بما لا يتوهم منه الحط من شأن مجاهدة العدو من الكفار والمنافقين.
وإذا كان يحاضر في فضيلة التوبة فبعد إيراد الآيات والأحاديث الكثيرة الطيبة، له أن يستشهد بقول الشعبى رحمه الله:
(التائب من الذنب كمن لا ذنب له) ثم قرأ {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}. فإن كتاب الله عَزَّ وَجَلَّ يشهد لصحة هذا القول، بل على أفضل منه كقوله تعالى: {فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ]. ولا حرج على فضل الله عَزَّ وَجَلَّ.
هذا لمن أراد أن يستبرئ لدينه ويسلم من الكذب والغلط على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقد علمنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن من حدث بكل حديث يسمعه أو يتناهى إلى علمه بوسيلة من الوسائل، فسيقع في الكذب عليه لا محالة، فقال: "كفى بالْمَرء كذبًا أن يحدث

الصفحة 6