كتاب تبييض الصحيفة بأصول الأحاديث الضعيفة (اسم الجزء: 1)
الشيخين.
وذكر السيوطي رحمه الله في "الدر المنثور" (4/ 208) - عند قوله تعالى: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} أن ابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي حاتم أخرجوا عنه قال: "العلم خير من العمل، وخير الأمور أوسطها، والحسنة بين تلك السيئتين، وذلك لأن الله تعالى يقول: ... وذكر الآية. ولم أجد شيئًا من ذلك عند الطبرى في تفسير هذه الآية لا عن مطرف ولا عن يزيد بن مرة الجعفي - إذ عزاه السخاوى والسيوطى إليهما مختصرًا. وجزم الغزالى بنسبته إلى النبى صلى الله عليه وآله وسلم (3/ 57, 96, 169) فعزاه العراقى في المواضع الثلاثة إلى "شعب الإيمان" عن مطرف مرسلًا (¬47)، ولم يتيسر النظر في سنده الآن ولكن قرائن الحال تدل على ضعف الرواية المرفوعة عن مطرف وقد أعرض عنها غير واحد، فالله أعلم.
2 - أثر أبي قلابة:
رواه ابن أبي شيبة (13/ 497) وعنه أبو نعيم (2/ 286) عن يعمر بن بشر الخراساني عن ابن المبارك عن معمر عن أيوب عنه بلفظ: "خير أموركم أوساطها". وإسناده صحيح جليل.
ويعمر بن بشر من كبار أصحاب ابن المبارك، ذكره ابن حبان في "الثقات" (9/ 291) وعليه اقتصر الحافظ في "تعجيل المنفعة" (ص 457) وأبو زرعة بن العراقى في "ذيل الكاشف" (1728) مع أن له ترجمة جيدة في "تاريخ بغداد" (14/ 357, 358) جاء فيها أن الإمام أحمد قال: "ما أرى كان به بأس" وأن ابن المديني قال: "كان يعمر بن بشر ثقة، وكان له ختن سوء، وكان عدوًا له". وأن أبا رجاء محمد بن حمدويه قال: "يعمر بن بشر من ثقات أهل مرو ومتقنيهم، وقد روى عنه أقرانه من أصحاب ابن المبارك ... " الخ. وأن الدارقطنى قال:
¬__________
(¬47) جاء في "تخريج الإحياء" (ط. دار المعرفة) - في الموضع الأول - "أخرجه البيهقي" في "شعب الإيمان" من رواية مطرف بن عبد الله معضلا. (كذا، والصواب: مرسلا) كما في سائر المواضع.