كتاب بهجة المحافل وبغية الأماثل (اسم الجزء: 1)

صلى الله عليه وسلم وابن عمته عبد الله بن أبى أمية المخزومي وهو الذي قال له هيت المخنث يا عبد الله ارأيت ان فتح الله عليكم الطائف غدا فعليك بابنة غيلان فانها تقبل بأربع وتدبر بثمان فقال النبى صلى الله عليه وسلم لا يدخلن هؤلاء عليكم رواه البخاري زاد السهيلي بعد قوله تدبر بثمان مع ثغر كالأقحوان وثدي كالرمان اذا قامت تثنت واذا قعدت تبنت وان تكلمت تغنت وهي هيفاء شموع نجلاء فقال النبي صلى الله عليه وسلم قاتلك الله هذا بعينه النظر وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم نفاه لروضة خاخ فقيل له انه يموت بها جوعا فأذن له أن يدخل المدينة كل جمعة يسأل الناس
[مطلب المخنثون على عهد رسول الله أربعة]
وكان المخنثون في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة هيت وهرم وماتع وأنة ولم يكن واحد منهم يرتكب الفاحشة الكبرى وانما هو التشبه بالنساء فقط وفي الصحيح ان أبا بكرة نفيع بن الحارث تدلى من حصن الطائف على بكرة ونزل الى النبي صلى الله عليه وسلم ثالث ثلاثة وعشرين من عبيد أهل الطائف وهو عرفطة بن الحباب بن جندب فهؤلاء ثلاثة عشر (وهو الذى قال له هيت) بكسر الهاء وسكون التحتية ومثناة فوق وقيل بفتح الهاء وقيل بنون وموحدة وهو مولى لفاختة المخزومية (المخنث) بكسر النون وفتحها وهو الذي يشبه النساء في اخلاقه وكلامه وحركاته خلقة مأخوذ من التكسر في المشى وغيره (فانها تقبل باربع) أى باربع عكن من كل ناحية ثنتان (وتدبر بثمان) لان لكل واحدة من الاربع طرفين فاذا أدبرت صارت الاطراف ثمانية وأنشدوا عليه قول كعب ابن زهير
بنت أربعا منها على ظهر أربع ... فهن تحسب بهن ثمانى «1»
(زاد السهيلى) وابن الكلبى (مع ثغر) أى فم (كالاقحوان) بضم الهمزة والمهملة وسكون القاف بينهما وهو نبت طيب الرائحة حواليه ورق أبيض ووسطه أصفر يشبه به الثغر اذا كان أبيض (ان قامت تثنت) بالمثلثة أى تمايلت (وان قعدت تبنت) بالموحدة أي جلست جلسة المفترش لانها ألطف الجلسات (وان تكلمت) تغنت وصفها بقوة الفصاحة (وهى هيفاء) أى ضامرة البطن (شموع) بفتح المعجمة وآخره مهملة أى كثيرة المزاح (نجلاء) بالمد واسعة العين زاد ابن الكلبى وبين رجليها كالاناء المكفوء (قاتلك الله) فيه جواز سب أرباب المعاصى ولم يرد صلى الله عليه وسلم لعنك الله وانما كانت كلمة يدعمون بها كلامهم لا يقصدون معناها (نفاه لروضة خاخ) أو الى الجمى ذكره الواقدى أو الى حمراء الاسد كما ذكره أبو منصور الماوردى وانما أخرجه صلى الله عليه وسلم لانه كان يظن انه من غير أولى الاربة وكان منهم ويتكتم بذلك ولوصفه النساء ومحاسنهن وعوراتهن بحضرة الرجال (وهرم) بفتح الهاء وكسر الراء (وماتع) بالمثناة وقيل بالنون (وانة) على وزن جنة (ألفاحشة الكبرى) أى اللواط (نفيع) بالنون والفاء صغر (بن الحارث) هذا هو الصواب وقيل ان اسمه مسروح (ثالث ثلاثة وعشرين من عبيد أهل الطائف)
__________
(1) كذا في الأصل.

الصفحة 431