كتاب بهجة المحافل وبغية الأماثل (اسم الجزء: 1)
انطلقا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبراه بموجدة الانصار فقال النبي صلى الله عليه وسلم لسعد بن عبادة هل وجدت في نفسك كما وجد قومك فقال والله يا رسول الله ما أنا الا رجل من قومي فأطرق صلى الله عليه وسلم فبينما هو يفكر إذ اندفع حسان يقول
هام الشجي فدمع العين ينحدر ... سحا على وجنتيه هاطل درر
وجدا بسلمى وقد شط المزار بها ... وغيرتها نوي في صرفها غير
غراء واضحة الخدين خرعبة ... ما عابها أود فيها ولا قصر
كأن ريقتها من بعد رقدتها ... مسك يداف بخمر حين يعتصر
فدع سليمة اذ شط المزار بها ... واصرف مديحك فيمن فيه تفتخر
ائت الرسول رسول الله أكرمنا ... ومن بطلعته يستنزل المطر
ائت الرسول وقل ياخير منتخب ... وزين من يرتجي جودا وينتظر
علام تعطي قريشا وهى نازحة ... انفال قوم هم أو واوهم نصروا
سماهم الله أنصارا لنصرهم ... دين الهدى وعوان الحرب تستعر
هم بايعوك وأهل الارض كلهم ... في حالة الشرك لا سمع ولا بصر
* شعر حسان (هام) أي ذهب لوجهه (الشجي) بالمعجمة والجيم بوزن القوي وهو الذي يعرض له الشجا في حلقه فيغص (ينحدر) يسيل من أعلا الى أسفل (سحا) منصوب على المصدر أو على الحال والسح في الاصل المطر العزير (على وجنتيه) وهما جانبا الجبهة وفي هاء وجنتيه تزحيف (هاطل) سائل وزنا ومعنى (درر) بفتح المهملة وكسر الراء كثير (بسلمى) بفتح السين (شط المزار) أي بعد (وغيرتها نوي) أى بعد (في صرفها) بفتح المهملة وسكون الراء أى الحادث فيها من الكروب (غير) بكسر المعجمة وفتح التحتية قال الشمني اسم من قولك غيرت الشيء فتغير (غراء) بالمد والغرة البياض في وجه الفرس واستعير هنا (واضحة الخدين) أي ظاهرتهما (خرعبة) بضم المعجمة والمهملة وسكون الراء بينهما وبالموحدة وهى البيضاء الناعمة ويقال لها الرعبوبة أيضا (أود) أي انحناء يصفها بانتصاب القامة (من بعد رقدتها) خص ذلك الوقت لأن الريق حينئذ يجف وينتن فاذا كان وصف ريقها بعد الرقدة ما ذكر فكيف اذا كانت لم ترقد والريقة أخص من الريق لانها القليل منه (يداف) يخلط به ويذاف بالمعجمة والمهملة (فدع) اترك (سليمة) بالتصغير (ائت الرسول) أمر من الاتيان (نازحة) بعيدة في الموالاة وان قويت في النسب (لنصرهم) بضم الهاء والميم وكسرهما وكسر الهاء وضم الميم وفي الميم تزحيف وفي بعض النسخ لنصرتهم (وعوان الحرب) أي الحرب العوان بفتح المهملة أي العظيمة (تستعر) تشتعل وزنا ومعنى (وأهل الارض كلهم) فيه ما في لنصرتهم (لا سمع ولا بصر)
الصفحة 436
468