كتاب بهجة المحافل وبغية الأماثل (اسم الجزء: 1)

نحن الحماة لدين الله ننصره ... بالمشرفية والاكباد تنفطر
نجالد الناس لا نخشى غوائلهم ... ولا نهاب العدى يوما وان كثروا
وقد رأيت ببدر والسيوف لها ... وقع تطير له من حره الشرر
ونحن جندك يوم الشعب من أحد ... بالمشرفية ما في عودنا خور
والناس الب علينا فيك ليس لنا ... الا السيوف وأطراف القناوزر
لا ننثنى عن لقا الاعداء كلهم ... وليس يزجرنا عن حربهم زجر
ويوم سلع وقد خانت وقد نكلت ... من خوف أسيافنا لما أتت مضر
وكم مقام لنا في الحرب تعلمه ... قمنا وأوجهنا في ذاك تزدهر
ما ان ضجرنا ولا رابت كتائبنا ... عن العداة وأهل الشرك قد ضجروا
صخر وعمرو وصفوان وعكرمة ... وآخرون وقوم ما لهم خطر
فكيف قدمتهم يا خير مؤتمن ... وقد تبين منا فيهم الأثر
الا العطاء الذي قدمته لهم ... ولم يكن لك في سادتنا نظر
معنويان (بالمشرفية) جمع مشرفي بفتح الميم والراء وسكون المعجمة بينهما ثم فاء ثم تحتية مشددة منسوب الى مشارف الشام وهى قري من أرض العرب تدنو من الريف قاله في القاموس (والاكباد) بالموحدة (تنفطر) بالفاء تنشق (نجالد الناس) بالجيم أى نصابرهم في الحرب من الجلد وهو الصبر والقوة (غوائلهم) جمع غائلة بالمعجمة والتحتية وهى كل امر يفضي الى الفساد والشر (ولا نهاب) لا نحاف وزنا ومعنى (العدا) بكسر المهملة الأعداء (وقد رايت) بياء المتكلم يريد نفسه أو بياء الخطاب يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما في عودنا) بضم المهملة أي فينا (خور) بفتح المعجمة والواو أي ضعف (والناس إلب علينا) بكسر الهمزة وسكون اللام أي متألبون مجتمعون (فيك) أي بسببك (الا السيوف) بالرفع (واطراف القنا) يعني الرماح (وزر) بضم الواو والزاى جمع وزير أي معين (لا ننثنى) أى لا نرجع (يزجرنا) ينهانا (زجر) بفتح الزاى والجيم أي زاجر كحاكم (ويوم سلع) يريد يوم الخندق (وقد نكلت) بالنون وفتح الكاف أي امتنعت من الحرب (وكم) خبرية (مقام) مجرور بها (تعلمه) بالفوقية (ما) نافية (ان) زائدة (ضجرنا) بكسر الجيم مللنا وزنا ومعنا (ولا رابت) أي خافت (كتائبنا) جمع كتيبة وهي الخيل المجتمعة (صخر) يعني أبا سفيان بن حرب (وعمرو) يعني بن مرداس أو ابن بعكك أبا السنابل فكلاهما كان ممن أعطاه يومئذ كما مر (وصفوان) بالصرف لضرورة الشعر يعنى ابن أمية (وعكرمة) بالصرف كذلك أيضا يعني ابن أبي جهل (ما لهم خطر) بالمعجمة فالمهملة أي قدر يقال فلان عظيم الخطر أي القدر ويحتمل

الصفحة 437