كتاب بحوث وتحقيقات عبد العزيز الميمني (اسم الجزء: 1)
فإن صدري يضيق إذا خرجت [وكان يخرج إلى ضيعة له]. فأتاه بشيءٍ من أشعار العرب. فاختار منها قصائد كتبها مفردة في كتاب. قال المفضل: فلما قُتل إبراهيم أظهرتُها فنسبها الناس إليّ. وهي القصائد التي تسمّى اختيار المفضل السبعين قصيدة ثم زدتها وجعلتها تتمة مائة وعشرين". وهذا يجذب إلى تزييف مزعم (¬1) الصديق أن الباقي من 120 كلمة بعد الثمانين التي هي اختيار المفضل من اختيار الأصمعي. ومثله رواية أخرى فيه (¬2) ونقلها ابن أبي الحديد أيضًا (¬3).
ونقل السيوطي في "المزهر" (¬4) عن "فوائد النجيرمي" (¬5) بخطه: قال العباس ابن بكار الضبيّ قلت للمفضل: ما أحسن اختيارك للأشعار فلو زدتنا من اختيارك! فقال: والله ما هذا الاختيار لي ولكن إبراهيم بن عبد الله استتر عندي الخ. وفيه أن إبراهيم كان أعلم على الأشعار ولم يذكر أنه كتبها مفردة.
وروى هذا الخبر ابن المهنا الحسني المتوفي سنة 828 هـ في "عمدة الطالب" (¬6) بيعض اختلاف وفيه: "أنه أعلم على ثمانين قصيدة فلما قتل أخرجها المفضل وقرئت بعدُ على الأصمعي فزاد فيها".
وغرضي هنا من كل ما سردته عليكم أنه إذا كانت المفضليات، مفضليات لا والأصمعيات "أصمعيات" مع ما زيد فيهما وأضيف إليهما بقلم رُواة عُرفوا أولم يعرفوا فلماذا لا نعزو "المفضليات" إلى مختارها الأول فنقول:
"الإبراهيميات اختيار إبراهيم الإمام وصنعة (¬7) المفضل أو القصائد المختارة اختيار الخ".
¬__________
(¬1) معظم حسين: مقدمة الاختيارين: 13.
(¬2) مقاتل الطالبيين: 131 (إيران، 1307)؛ 339 طبعة أحمد صقر (القاهرة 1949).
(¬3) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة (324: 1).
(¬4) السيوطي: المزهر 2: 163 طبع 1282 هـ.
(¬5) هما نجيرميان أبو إسحاق إبراهيم صاحب "أيمان العرب" ترجم له في "معجم الأدباء" و"البغية": 181 وتلميذ تلميذه أبو يعقوب يوسف. (البغية: 423) ولهما في إنباه الرواة للقفطي. وانظر أيهما صاحب "الفوائد" ولعله الأوّل.
(¬6) ابن المهنأ: عمدة الطالب: 85 بومباي، 1318.
(¬7) ليعلم أن المفضل كان تكلم على الأبيات كما نقل الأنباري عنه في غير ما موضع وكما قد نبهنا عليه في "إقليد الخزانة".