كتاب بحوث وتحقيقات عبد العزيز الميمني (اسم الجزء: 1)

مشحونةٌ بالنعيم صافيةٌ ... ظِلالها بالخلود متَّصِفُ (¬1)
أبقى على الدهر من حوادثه ... محوطةً لا ينالها الوَكَف
الوَكَف: العيب
لها من الناصر المليك صلا ... حِ الدين حامٍ سيوفُهُ رُعُفُ
وقال أيضًا يمدحه رحمه الله ويذكر فتوح مصر وخطبة بني العباس أدام الله أيّامهم بها:
حُلومك أرسى من شَمَامِ (¬2) وأرسخُ ... ومجدك أعلى من [جبا (¬3)] ل وأشمخ
وذكرك ما بين الأنام كأنّه ... وقد ضاع بِالمسك السحيق مضمَّخ
بقيتَ صلاحَ الدين فينا مخلَّدا ... فإنَّك مهما دُمتَ فالردع مُفْرِخ
إذا ذُكِرت أنباء فضلك في الورى ... لدى معشر أثنَوْا عليك وبخبَخوا
حَمَى الملك من أبناء أيُّوب ماجد ... هُمامٌ شديد البأسِ أصيدُ أبلخ
فضائله تُرْبي على الرمل كثرةً ... على أنها تُروَى وتُتْلَى وتُنْسَخ
عُقودُ صلاح الدين فينا أكيدةٌ ... أبت أنَّها -ما دامت الأرضُ- تُفْسَخ
مَهابتُه دِرع عليه حصينة ... وبين حِماه والحوادث بَرزخ
إذا الحرب حَثَّتْها الكمأة كأنَّها ... طُهاةُ قديرٍ في الشتاء وطُبَّخ
غدا مُطفئا نيرانَها بعزائم ... تُفلِّق هاماتِ الملوك وتَشدَخ
لمجد صلاح الدين يوسفَ هِمَّةٌ ... تطول دراريَّ النجومِ وتَرْسَخ
أقام بمصرٍ دعوة الحق فانثنتْ ... تُدَوَّن في أيَّامه وتؤرخ
وكم أرؤس للأدعياء عُداتِه ... تُرَضّ بِمُرْداة الهوان وتُرْضَخ
يجود بما تحوي يداه تبرّعًا ... ويُجزل ما يُعطيه طورًا ويَرْضَخ (¬4)
كما سحَّت الأَنواء طَلًّا ووابلا ... وجاءت بما يُروي البلادَ وينضخ (¬5)
يلام على بذل المواهب والندى ... ويُلْحَى على إِحسانه ويُرَبَّخ
فيعرض إعراض الكريم بسمْتِه (¬6) ... ويثْبُتُ كالطَّودْ الأشمِّ ويَرْسَخ
¬__________
(¬1) كذا ولعل الأصل تتّصف.
(¬2) كقطام جبل لباهلة.
(¬3) مأكول.
(¬4) يعطى عطاءً دون الجَزْل. ويرضخ في البيت المتقدّم يُشْرَح ويكسر.
(¬5) يُرْوى ومنه عينان نضّاختان.
(¬6) الأصل بسمه.

الصفحة 416