كتاب بحوث وتحقيقات عبد العزيز الميمني (اسم الجزء: 1)
وقد ألمّ الحاجّ (¬1) خليفة بالكتاب إلمامة تدلّ على أنه لم يره رأي العين فخبط خبط عشواء.
ولكن ياقوت رحمه الله يزيدنا في بلدانه علمًا بعَرّام ومقامِه, وينبّهنا إلى ذلك، فقال في رسم (ثافل) بعدما روى قول عرّام في معنى الأيدع ثم أردفه بما قاله سائر اللغويين في ذلك، ما نصّه:
والصواب عندنا قول عَرّام لأنه بدويّ من تلك البلاد وهو أعرف بشجر بلاده وفي رسم (زَبِيّة): كذا هو مضبوط في كتاب عرّام.
فلنستشِر إذن باكتشاف أوّل ما كتبه العرب في البلدان، أو في جغرافيا الحجاز وتهامة، أملاه في مبتدإ القرن الثالث رجل طاف بلادها وبقاعها، وخِرِّيت جاب أغوارها ونجادها، وذاق من ثمارها وشرب من عيونها وبئارها، وخالط أحياءها وقبائلها، وسلك فجاجه ورقي قواعلها، فقتل أرضها خِبرة وخبرا، ووصف كلَّ ما فيها كَمَا شاء وعلى مَا رأى:
إذا قال لم يترك مقالا لقائل ... بملتَقطات لا ترى بينها فصلًا
كفى وشفى ما في النفوس فلم يدع ... لذي إربة في القول جِدّا ولا هزلا
وصف كتاب أسماء جبال تهامة وسُكّانها وما فيها من القرى وما ينبت عليها من الأشجار وما فيها من المياه:
يرويه في نسختنا الإِمام أبو سعيد السيرافي، عن أبي محمد عبيد الله بن عبد الله السّكّري، عن عبد الله بن عبد الرحمن الورّاق المعروف بابن (¬2) أبي سعد، عن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الملك أبي الأشعث [الكِنديّ] , أملاه عليه عرّام بن الأصبغ السُلَمي [الأعرابي] الخ.
ويقول البكري في (¬3) مقدمة معجمه ما نصّه:
جميع ما أُورده في هذا الكتاب عن السكوني فهو من كتاب أبي عبيد الله عمرو
¬__________
(¬1) باريس رقم 7243.
(¬2) كذا في نسخة تصحيف العسكري والنديم غير ما مرّة وفي أصلنا المحرّف: ابن أبي سعيد وفي النديم له ترجمة 108 وسماه عبيد الله بن أبي سعيد.
(¬3) 5 وبعدها فيه 415.
الصفحة 467
492