كتاب بحوث وتحقيقات عبد العزيز الميمني (اسم الجزء: 1)
كتاب الإبْدال لحجة العرب أبي الطيب اللغوي (*)
بتحقيق الأستاذ عز الدين التنوخي (عضو المجمع العلمي العربي)
طبع الجزء الأول منه بمطبعة الترقي بدمشق، وعدد صفحاته 400 بقطع الوسط
لا غرو أن كتب المؤلفين الأقدمين التي جمعت شمل شذور اللغة وفرائدها، قد كانت في مبدإ الأمر رسائل لغوية تفرّقت شذرَ مذرَ في البلاد، ومن جملتها كتب ثعلب وأصحابه، والذين صنفوا معاجمهم الأولى لم ينصفوا علماء الكوفة، ولا قدَروا مؤلفاتهم حقَّ قدرها، ففاتهم بذلك جملة صالحة من اللغة ظلت كالضوالّ مبعثرة في هذه الرسائل الصغيرة، يشهد لذلك أنه ليس بأيدينا اليوم نسخة كاملة يعتمد عليها من مجالس ثعلب (¬1)، فما ظنك بما أُلّف بعد أبي العباس من مصنفات أصحابه كأبي علي القالي صاحب الأمالي وأبي القاسم ابن بَرهان، وابن خالويه وابن مقسِّم وأبي إسحاق الطبري، غلام أبي عمر الزاهد، وأبي عمر الزاهد المطرّز صاحب اليواقيت وأبي موسى الحامض وأبي عبيد المرزباني صاحب الموشَّح وجَعفر بن محمد الطيالسي صاحب المذاكرة عند المكاثرة، وأبي سليمان عبد السلام بن السَّمح راوي تآليف أبي عمر الزاهد، وهو الذي أدخلها الأندلس؛ أو من مصنّفات أصحاب هؤلاء كحجة العرب أبي الطيب اللغويّ، أو ما صُنِّف من بعده من كتب أئمة ثقات لم نقف لأكثرها على علم أو رسم.
ثم إن أصحاب المعاجم الضخمة التي ألفت في القرن الرابع وما بعده قد انصرفوا عن الانتفاع بأتباع مدرسة الكوفة اللغوية، فلم يعبَأوا بهم ولا بآثارهم كما يجب، وآثروا علم مدرسة البصرة وأشادوا بذكر علمائها وكتبهم، ففاتهم بذلك فرائد لغة خلت منها معاجمهم بتةً، ولا نعرف من المتأخرين الأئمة من عني بلغة الكوفة وجمع فرائدها وشواردها من أصولها ودواوينها الصحيحة المضبوطة إلَّا صاحب
¬__________
(*) نشر في مجلة المجمع بدمشق 35/ 673 - 680.
(¬1) والمطبوعة غير منقحة ولا كاملة.
الصفحة 474
492