كتاب الرصف لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من الفعل والوصف (اسم الجزء: 1)
وإن يُدْرِكْني يَوْمُكَ حيًّا أنصُرُكَ نصْرًا مؤزَّرًا، ثُمَّ لَم يَنْشَب وَرَقَةُ أن تُوُفِّيَ وفَتَرَ الوَحيُ فَتْرَةً حَتّى حَزِن رسُول الله - صلى الله عليه وسلم - فِيمْا بَلَغَنا (¬1) حُزْنًا غَدا منهُ مِرارًا حَتَّى (¬2) يتَرَدَّى من رؤوس شواهِقِ الجِبَالِ، فَكُلَّما أوفَى بِذَروَةِ جَبَلٍ لكي يُلقِي نَفسَهُ تَبَدَّى لَهُ جبريلُ عليه السَّلام فقال: يا محَمَّد إنَّك رسولُ الله حقًّا فيسكُنُ لِذلك جأشُهُ، وَتَقِرُّ نفْسُهُ، فَيَرْجِعُ، فَإذَا طَالَت عَلَيْهِ فَتْرَةُ الوَحْيِ غَدا لِمِثْل ذَلِك فَإذا أوفى بذروة جبلٍ (¬3) تبدَّى له جبريل فقال له مثل ذلك. أخرجه البخاري ومسلم (¬4).
26 - وأخرجه البيهقي، وقال: عن ابن شهاب وهو الزهري قال: حَدَّثني عروة بن الزبير، عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها قالت: توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو ابن ثلاث وستين.
27 - قال ابن شهاب وحدَّثَني مِثْلَ ذَلِك سَعِيد بن المسيب. وكان فيما بلغنا: أول ما رأى أنَّ الله عزَّ وجل أراه رؤيا في المنام، فشق ذلك عليه، فذكرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لامرأته خديجة بنت خويلد بن أسد، فعصمها الله عز وجل من التكذيب، وشرح صدرها بالتصديق، فقالت: أبشر فإن الله عز وجل لن يصنع بك إلا خيرًا، ثمَّ إنه خَرَجَ مِن عِندِها، ثم رجَعَ إِلَيْها، فأخْبَرَها أنّه رأى
¬__________
(¬1) قوله: "فترة حتى حزن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما بلغنا. . ." هذا وما بعده من زيادات معمر على رواية عقيل ويونس، وقال الحافظ في "الفتح": ثم إن القائل فيما بلغنا هو الزهري، ومعنى الكلام أن في جملة ما وصل إلينا من خبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذه القصة، وهو من بلاغات الزهري وليس موصولًا.
(¬2) في البخاري: "كي".
(¬3) في الأصل: فإذا وافى ذروة جبل، والتصحيح من البخاري.
(¬4) رواه البخاري 1/ 21 - 26 في بدء الوحي، وفي الأنبياء باب: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا} وفي تفسير سورة {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}، وفي التعبير: باب أول ما بدئ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الوحي الرؤيا الصالحة، ومسلم رقم (160) و (254) في الإِيمان باب بدء الوحي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.