كتاب خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر (اسم الجزء: 1)

فَأَجَابَهُ
(يَا فَاضلا أبرزت قريحته ... أحجية حَال شَأْنهَا عجب)

(يَوْمًا ترَاهَا بالغرب ظَاهِرَة ... وَتارَة للعراق تنتسب)

(مَاء وَلَكِن مَا لجانبه ... حوتان بالنَّار أَصْلهَا حطب)
وَكتب إِلَيْهِ الْمُفْتِي الْعِمَادِيّ من قصيدة قَوْله
(من لي بِظَبْيٍ كحلت ... أجفانه بِالسقمِ)

(يفتر عَن ثغر غَدا ... عذب الثنا ياشبم)

(أجْرى دموعي فِي الْهوى ... كمغد قات الديم)

(وسل سيف لحظه ... وهز قد لهذم)

(واختال فِي ثوب الصِّبَا ... يسحب كل معلم)

(مصائب مَا جمعت ... إِلَّا لقتل المغرم)

(يَا قَاتل الله الْهوى ... بدل دمعي بِالدَّمِ)

(فكم لَهُ فِي خلدي ... سرائر لم تعدم)
فَأَجَابَهُ بقوله
(در سمت بالقيم ... وَسميت بالكلم)

(أم رَوْضَة دَامَت عَلَيْهَا ... هاطلات الديم)

(فلاح مِنْهَا نور ثغر ... نورها المبتسم)

(أم غادة قلبِي كليم ... لحظها المكلم)

(من بيضها وسمرها ... فِي الطرس قتل المغرم)

(حيت فأحيت باللقا ... قلبا إِلَيْهَا قد ظمى)

(لم لَا ومهديها كريم ... للكرام ينتمي)

(أَلْفَاظه كالسحر ... إِلَّا أَنَّهَا لم تحرم)

(مهذب آدابه ... تفوح بَين الْأُمَم)

(كنشر روض قد سرى ... غب حَيا منسجم)
وَكَانَت وِلَادَته فِي صفر سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَتِسْعمِائَة وَتُوفِّي لَيْلَة الْخَمِيس حادي عشر الْمحرم سنة سبع وَثَلَاثِينَ بعد الْألف وَدفن بتربتهم الملاصقة لضريح سَيِّدي الشَّيْخ أرسلان قدس الله سره ورثاه أحمدبن شاهين بقصيدة مطْلعهَا
(بَكَيْت وأضللت الغواء مَعَ الرشد ... لمن عِنْده صبري وأحزانه عِنْدِي)
وَهِي طَوِيلَة إِلَى الْغَايَة فَلَا حَاجَة بِنَا إِلَى إيرادها والفرفوري بِضَم الْفَاء بن

الصفحة 300