كتاب خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر (اسم الجزء: 1)
وَأورد فِي مدحها أشعاراً وَمن محَاسِن شعره فِي حَقّهَا قَوْله
(محَاسِن الشَّام جلت ... عَن أَن تقاس بِحَدّ)
(لَوْلَا حمى الشَّرْع قُلْنَا ... وَلم نقف عِنْد حد)
(كَأَنَّهَا معجزات ... مقرونة بالتحدي)
وَقَوله
(قَالَ لي مَا تَقول فِي الشَّام حبر ... شام من بارق العلى مَا شامه)
(قلت مَاذَا أَقُول فِي وصف أَرض ... هِيَ فِي وجنة المحاسن شامة)
وَقَوله
(قل لمن رام النَّوَى عَن وَطن ... قولة لَيْسَ بهَا من حرج)
(فرج الْهم بسكنى جلق ... أَن فِي جلق بَاب الْفرج)
وَجرى بَينه وَبَين أدبائها وعلمائها مطارحات شَتَّى فَمن ذَلِك مَا كتبه إِلَى الشاهيني مَعَ خَاتم ومسبحة أرسلهما لَهُ
(يَا نجل شاهين الَّذِي ... حَاز الْمَعَالِي والمعالم)
(يَا من دمشق بِطيب مَا ... يبديه عاطرة النواسم)
(فالنهر مِنْهَا ذُو صفا ... والزهر مفتر المباسم)
(والغصن يثني عطفه ... طَربا لتغريد الحمائم)
(يَا أَحْمد الْأَوْصَاف يَا ... من حَاز أَنْوَاع المكارم)
(أَنْت الَّذِي طوقتني ... مننا لَهَا تعنو الأعاظم)
(فَمَتَى اؤدي شكرها ... وَالْعجز لي وصف ملازم)
(والعذر بادان بعثت ... إِلَيْك من جنس الرتائم)
(تَسْبِيحَة الذّكر الَّتِي ... جَاءَت بتصحيف ملايم)
(وَنَجَا تمّ دَاع إِلَى ... فيض الندى من كف حَاتِم)
(فامدد على جهد الْمقل ... رواق صفح ذَا دعائم)
(لَا زلت سَابق غَايَة ... بَين الأعارب والأعاجم)
سَيِّدي لَا يخفاك أنني بعثت بهَا رتيمه وَلَو أمكنني لأهديت من الْجَوَاهِر مَا ينوف على قدر الْقيمَة فهما أَعنِي الْخَاتم والمسبحة تذكير ليد العلى بخالص الوداد وَفِي الْمثل لَا كلفة بَين من تثبت بَينهم الألفة حَتَّى فِي الْوَرق والمداد وَالله يبقيك الْبَقَاء الْجَمِيل ويبلغك غَايَة التأميل وَالْعَفو مَطْلُوب وَالله عِنْد مكسرة الْقُلُوب وَهُوَ الْمَسْئُول أَن يحرسكم بِعَين عنايته الَّتِي لَا تنام بجاه من ترقي إِلَى أَعلَى مقَام
الصفحة 306