كتاب خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر (اسم الجزء: 1)
وَللَّه در الْقَائِل
(هَدِيَّة العَبْد على قدره ... وَالْفضل أَن يقبلهَا السَّيِّد)
(فالعين مَعَ تَعْظِيم مقدارها ... تقبل مَا يهدي لَهَا المرود)
فَكتب إِلَيْهِ الشاهيني قصيدة مطْلعهَا
(يَا سيد اشعري لَهُ ... مَا أَن يقاوي أَو يُقَاوم)
مِنْهَا وَهُوَ مَحل ذكر مَا أهداه إِلَيْهِ
(قد جَاءَ مَا شرفتني ... بخصومه دون الأعاظم)
(من خَاتم كفى بِهِ ... ورثت سُلَيْمَان العزائم)
(وبسبحة شبهتها ... بِالشُّهُبِ فِي أسلاك ناظم)
(فلتحسد الجوزاء مَا ... أحرزت من تِلْكَ المكارم)
(هِيَ آلَة الذّكر لَكِن ... لي ذكرا فِي الحيازم)
(فهواك فِي قلبِي وَمَا ... فِي الْقلب جلّ عَن الرتائم)
(ماذي رتائم سَيِّدي ... بل إِنَّهَا عِنْدِي تمائم)
(لَو أَنَّهَا من جنس مَا ... يطوى غَدَتْ فَوق النعائم)
(لَكِنَّهَا قد زينت ... كفى وأزرت بالخواتم)
وَاتفقَ للمقري مجْلِس فِي دَعْوَة بعض الْأَعْيَان وَكَانَ الْمُفْتِي الْعِمَادِيّ والشاهيني صحبته فِي يتلك الدعْوَة فمس ثلجاً وَقَالَ الماس هَذَا فَأَنْشد الشاهيني مرتجلا
(شَيخنَا الْمقري وَهُوَ النَّاس ... وَالَّذِي بالأنام لَيْسَ يُقَاس)
(مس ثلجاً وَقَالَ الماس هَذَا ... قلت الماس عندنَا الماس)
ثمَّ ارتجل بِآخَرين فِي الثَّلج
(غنيت بالثلج عَن سَوْدَاء حالكة ... من قهوة لم تكن فِي الأعصر الأول)
(وَقلت لما غَدا خلى يعنفني ... فِي طلعة الشَّمْس مَا يُغْنِيك عَن زحل)
فَقَالَ الْعِمَادِيّ
(يَا بردهَا ثلجة جَاءَت على كبد ... حراء من فرقة الأحباب فِي وَجل)
فَقَالَ الْمقري
(تحلو إِذا كررت ذوقاً وَعَادَة مَا ... أُعِيد أَن يلتقي بالكره والملل)
فَقَالَ الْعِمَادِيّ
(لَعَلَّ إعلاله بالثلج ثَانِيَة ... يدب مِنْهَا نسيم الْبرد فِي عللي)
فَقَالَ الْمقري
(إِذا دَعَاني بِمصْر ذكر معهدها ... أجَاب دمعي وَمَا الدَّاعِي سوى طلل)
فَقَالَ الْعِمَادِيّ
(لَو كَانَ فِي مصر مَاء بَارِد لكفى ... عَن الثلوج وَمن للعور بالحول)
الصفحة 307