كتاب خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر (اسم الجزء: 1)
(كَذَا كريم النَّفس ذُو حَاجَة ... إِلَى لئيم سَاقِط الهمه)
(يَغْدُو ذليلا خاضعا خَاشِعًا ... لَهُ وناهيك بذا وصمه)
(فاسأل من الرَّحْمَن سُبْحَانَهُ ... عَن الثَّلَاث الْحِفْظ والعصمة)
(وَذي ثَلَاث أَن تكن فِي الورى ... ضَاعَت أُمُور النَّاس فِي مهمه)
(المَال فِي كف امْرِئ مُمْسك ... لَهُ يرى أنفاقه ثلمه)
(والرأي أَن كَانَ لَدَى من أَبَوا ... مِنْهُ قبولا وأبوا خرمه)
(وَذُو سلَاح لَيْسَ مُسْتَعْملا ... وَله وَلم يكْسب لَهُ حشمه)
(وَذي ثَلَاث غَيرهَا أوضحت ... عَمَّا بِهِ تسْتَقْبل النِّعْمَة)
(ترك العباسي وَلُزُوم التقى ... وَكَثْرَة الشُّكْر فصن نظمه)
وَذكر فِي بعض محاضراته أَن لِسَان الدّين بن الْخَطِيب ذكر فِي الكنبة الكامنة فِي أَبنَاء الثَّامِنَة جَوَابا عَن الْبَيْتَيْنِ الْمَشْهُورين وهما قَوْله
(كسرت لما قد قلت قلبِي ... وَلم تضفه إِلَى فلَان)
(مَا يملك المستهام قلبا ... يَا ظَالِم اللَّفْظ والمعاني)
قَالَ والبيتان المشهوران اللَّذَان هتان وَجَوَاب عَنْهُمَا هما قَول الْقَائِل
(يَا سَاكِنا قلبِي الْمَعْنى ... وَلَيْسَ فِيهِ سواهُ ثَانِي)
(لاي معنى كسرت قلبِي ... وَمَا التقى فِيهِ ساكنان)
وَرَأَيْت لبَعْضهِم جَوَابا عَنْهُمَا وَقد أَجَاد إِلَى الْغَايَة بقوله
(سكنته وَهُوَ ذُو سُكُون ... لم يثنه عَن هواي ثَانِي)
(فَكَانَ كسْرَى لَهُ قِيَاسا ... لما التقى فِيهِ ساكنان)
وَأجَاب الْمقري بقوله
(نحلتني طَائِعا فُؤَادِي ... فَصَارَ إِذْ حزنه مَكَاني)
(لَا غروان لي مُضَافا ... إِنِّي على الْكسر فِيهِ باني)
قلت وَذكر الخفاجي فِي تَرْجَمَة أَحْمد بن الجيعان أَنه ذكر هَذَا السُّؤَال فِي بَيْتَيْنِ وَقَالَ إِذا التقى ساكنان كسر أَحدهمَا لَا مَحلهمَا وَكَون المُرَاد بِالْمحل الْكَلِمَة الَّتِي فِيهَا ذَلِك فَإِنَّهُ إِذا كسر أَحدهمَا كَانَت مَبْنِيَّة على الْكسر كأمس لَا تحتمله البلاغة قَالَ فَقلت لَهُ هَذَا مِمَّا لَا مزِيد عَلَيْهِ وَأحسن مِنْهُ قولي فِي هَذَا الْمَعْنى
(إِن ذَا الدَّهْر لَا يزَال يرى ... جمع شَمل الْكِرَام مُمْتَنعا)
(فَهُوَ حتما محرك أبدا ... أحد الساكنين مَا اجْتمعَا)
الصفحة 310