كتاب خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر (اسم الجزء: 1)

وَكتب مَعَ أُخْرَى يعتذرا عَن هَدِيَّة قَوْله
(وهديت الْيَسِير فانعم وقابل ... نزره بِالْقبُولِ والامتنان)

(فَلَو أَن العيوق وَالشَّمْس والبدر ... مَعَ الفرقدين فِي إمكاني)

(كنت أَهْدَيْتهَا وقدمت عذرا ... وَرَأَيْت الْقُصُور مَعَ ذَاك شاني)
وَقَالَ من فصل وَهُوَ مِمَّا يخْتَار لِلْكَاتِبِ مَعَ الْهَدَايَا قد جرت الْعَادة بمهاداة الخدم للسادة رَجَاء أَن يجددوا لَهُم ذكرا وَإِن كَانَت الْهَدِيَّة شَيْئا نزرا وَلَهُم فِي ذَلِك أُسْوَة بالسحاب إِذا أهْدى الْقطر إِلَى تيار الْبَحْر وبالنسيم إِذا أهْدى النشر إِلَى حديقة الزهر وَله من قصيدة يُخَاطب بهَا صديقا لَهُ
(تَزُول الرواسِي عَن مقرّ رسومها ... وودي على الْأَيَّام لَيْسَ يَزُول)

(وَلست بِمن يرضيه من أهل وده ... خَفِي وداد فِي الْفُؤَاد دخيل)

(إِذا لم يكن فِي ظَاهر الْمَرْء شَاهد ... على سره فالود مِنْهُ عليل)

(أأرضى بود فِي الْفُؤَاد مغيب ... وَلَيْسَ إِلَى علم الغيوب سَبِيل)

(وَأَقْبل عَن هجري اعتذار مزينا ... تمحلته أَنِّي إِذا لجهول)

(لعمرك قد حركت مَا كَانَ سَاكِنا ... وعلمتني بِالْغَيْبِ كَيفَ أصُول)
وَكتب إِلَى العلامك البوسنوي يودعه حِين توجه إِلَى الرّوم من حلب من غير عزل وأقامه مقَامه
(ركابك مقرون بعز وإقبال ... وسيرك مَيْمُون بطالعك العالي)

(رحلت فأضرمت الْقُلُوب بجمرة ... وكل مَا أوريت من حرهَا صالي)

(وغادرتنا حلف التأسف والأسى ... نبيت بآلام وتغدو بأوجال)

(إِذا مَا تذكرنا زَمَانك وَالَّذِي ... جنيناه فِيهِ من جنى كل إفضال)

(تمزق درع الصَّبْر عَنَّا تلهفا ... عَلَيْهِ وَلم نَبْرَح رهائن بلبال)

(فَمَا أَنْت إِلَّا الْغَيْث نخصب إِن دنا ... ونجدب إِمَّا هم عَنَّا بترحال)

(وَقد كَانَت الشَّهْبَاء لما حللتها ... تجر مروط الْعِزّ ناعمة البال)

(وتفخر إعجابا وَمَا ذَاك بِدعَة ... فكم من عرين نَالَ فخرا بريبال)

(فَصَارَت وَقد أَعرَضت عَنْهَا خلية ... عَن الْعدْل والانصاف فِي أسوء الْحَال)

(كَانَ أمرأ الْقَيْس انتحاها بقوله ... أَلا عَم صباحا أَيهَا الطلل الْبَالِي)
وَقَالَ يُخَاطب بعض أَصْحَابه بقوله

الصفحة 319