كتاب خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر (اسم الجزء: 1)

(رويدك شَأْن الدَّهْر أَن يتغيرا ... وشمته أَنا مَا صفا أَن يكدرا)

(وعادته الشعاء فِي النَّاس أَنه ... إِذا جَاءَ بالبشرى تحول منذرا)

(فَلَا بؤسه يبْقى وَأما نعيمه ... فكالطيف إِذْ تَلقاهُ فِي سنه الكرا)

(فَلَا تَكُ مَسْرُورا إِذا كَانَ مُقبلا ... وَلَا تَكُ حزونا إِذا هُوَ أدبرا)

(فَأَي دجى هم دهاك وَلم تَجِد ... صبا حَاله بالبشر وأفاك مُسْفِرًا)

(وَقد هزلت أيامنا فَلَو أَنَّهَا ... أتتنا بجد كَانَ للهزل مظْهرا)
وَمِنْهَا
(وَلَيْسَ بِعَيْب الْبَدْر فقدان نوره ... إِذا كَانَ بعد الْفَقْد يظْهر مقمرا)
وَكتب إِلَى بعض الموَالِي يودعه
(أمامك التَّوْفِيق والرشد ... وخدنك التأييد والسعد)

(وَكلما حليت فِي منزل ... قابلك الاقبال وَالْجد)

(رحلت عَن ثهبائنا فانزوى ... الْفضل بهَا وانطمس الْمجد)

(من بعد مَا أجريت عدلا بهَا ... فِيهِ تساوى الْحر وَالْعَبْد)

(فَكُن مثل الشَّمْس ماشانها ... بِالنورِ إِلَّا الاعين الرمد)

(فَكنت مثل الْورْد مَا زرتنا ... حَتَّى ترحلت كَذَا الْورْد)

(لَا بل كريعان الصِّبَا سرنا ... حينا وَلَكِن ساءنا الْفَقْد)

(فَاذْهَبْ فَأَنت الْغَيْث مَا حل فِي ... منزلَة الاله خمد)
وَله وَهُوَ فِي غَايَة الْجَوْدَة
(لدواة داعيكم مداد شَاب من ... جور الزَّمَان وَقد رثت لمصابه)

(فَأَتَت تؤمل فَضلكُمْ وتروم من ... إحسانكم تَجْدِيد شرخ شبابه)
وَكتب صدر رِسَالَة
(أَيهَا الْفَاضِل الَّذِي خصّه الله ... من الْفضل والحجى بلبابه)

(إِن شوقي إِلَيْك لَيْسَ بشوق ... يُمكن الْمَرْء شَرحه فِي كِتَابه)
وَكتب إِلَى السَّيِّد مُحَمَّد العرضي قبل توجهه إِلَى الرّوم
(مَا زلت محسوداً على أيامكم ... حَتَّى غَدَوْت ببعدكم مرحوما)

(وَمن البلية قبل توديعي لكم ... أَصبَحت رزقا للنوى مقسوما)
فَأَجَابَهُ وَكَانَ محموما
(وافي الْكتاب وَكنت قبل وُرُوده ... من خوف ذكر فراقكم محموما)

الصفحة 320