كتاب خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر (اسم الجزء: 1)

(هَذَا ولي أَمر بصرفة عزمكم ... عَنهُ فَكيف إِذا غَدا محتوما)
وَله
(إِن شوقي يحل عَن أَن يُؤَدِّي ... بعض أَوْصَافه لِسَان اليراع)
وَكتب لمن أَعَارَهُ مجموعا
(مولَايَ هَب أَن الْمُحب فُؤَاده ... هبة مسلمة بِغَيْر رُجُوع)

(فاقنع فديتك بالفؤاد تفضلا ... وانعم وَلَا تتبعه بالمجموع)
قلت مِمَّا يُنَاسب هَذَا الْمَضْمُون وَيحسن موقعه عِنْده فِي المماطلة بِمَجْمُوع أَن الصَّدْر تَاج الدّين أَحْمد بن الْأَمِير الْكَاتِب اسْتعَار مجموعا من مُجَاهِد الدّين بن شقير وَأطَال مطله بِهِ فاتفق يَوْمًا أَن حضر إِلَى ديوَان المكاتبات فَقَالَ لَهُ ابْن الْأَمِير كَيفَ أَنْت يَا مُجَاهِد الدّين وَالله قلبِي وخاطري عنْدك فَقَالَ لَهُ وَالله وَأَنا محمو عي عنْدك فطرب لَهُ الْحَاضِرُونَ وَمن رباعيات ابْن النَّقِيب قَوْله
(يَا من اخْتَرْت لي حبيباً قبله ... يَا من صيرت حسنه لي قبله)

(روحي لَك قد أَخَذتهَا خَالِصَة ... فَاجْعَلْ ثمن الْمَبِيع مِنْهَا قبله)
وَلما انْتقل أَخُوهُ بالوفاة كتب إِلَى أبي الْوَفَاء العرضي وَكَانَ أُصِيب بولديه قَوْله
(رزء ألم وحسرة تتوالى ... ومصيبة قد جرت الأذيالا)

(وجليل خطب لَو تكلّف حمله ... ثهلان ذُو الهضبات دك ومالا)

(وفراق الف إِن أردْت تصبرا ... عَنهُ أردْت من الزَّمَان محالا)

(وغروب عين لَيْسَ تفتر دَائِما ... عَن سكب رقراق الدُّمُوع سجالا)

(بعد الدَّهْر شَأْنه أَن لَا يرى ... إِلَّا خؤونا غادرا محتالا)

(نغتر فِيهِ بالسلامة بُرْهَة ... ونرى الْمَآل تمحقا وزوالا)

(ويعيرنا ثوب الشبيبة ثمَّ لم ... يبرح بِهِ حَتَّى يرى أسمالا)

(قبحت يَا وَجه الزَّمَان فَلَا أرى ... لَك بعد أَن فقد الْجمال جمالا)

(ذَاك الَّذِي قد كَانَ قُرَّة ناظري ... وقرار قلبِي بل وَأعظم حَالا)

(قد كنت أَرْجُو أَن يُؤَخر يَوْمه ... عني وَيحمل بعدِي إِلَّا ثقالا)

(وَيَذُوق مَا قد ذقته لفراقه ... ويمارس الْأَهْوَال والأوجالا)

(فتطاولت أَيدي الْمنية نَحوه ... وَبقيت فَردا أندب الأطلالا)

(كُنَّا كغصني بانة قطع الردى ... منا الأغض إِلَّا رطب الميالا)

(أَو كاليدين لذات شخص وَاحِد ... كَانَ الْيَمين لَهَا وَكنت شمالا)

الصفحة 321