كتاب خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر (اسم الجزء: 1)

(أسفى عَلَيْهِ شمس فضل عوجلت ... بكسوفها وعماد مجد مَالا)

(لَا كَانَ يَوْمًا حسم فِيهِ فراقنا ... فَلَقَد أَطَالَ الْحزن والبابالا)

(فبقى ضريحا صله صوب الحيا ... فِي كل وَقت لَا يغيب وصالا)
وَمِنْهَا
(هَيْهَات من لي بالرثاء وفقده ... لم يبْق فِي بَقِيَّة ومجالا)

(أفحمتني يَا رزأه من بَعْدَمَا ... كنت الفصيح المصقع القوالا)

(من لي بطبع اللوذعي أبي الوفا ... ذَاك الَّذِي بِالسحرِ جَاءَ حَلَالا)

(مولى إِذا وعظ الْأَنَام رَأَيْته ... يلقى على كل امْرِئ زلزالا)

(بزواجر لَو أَنه استقصى بهَا ... أهل الضلال لما رَأَيْت ضلالا)

(مولَايَ يَا صدر الزَّمَان وَمن غَدا ... لِبَنِيهِ غوثا يرتجى وثمالا)

(ذِي نفثة المصدور قد سرحتها ... لحماك تَشْكُو بثها إدلالا)

(أَن الْمُصِيبَة ناسبت مَا بَيْننَا ... إِذْ حولت بحلولها إِلَّا حوالا)

(فثكلت مخدومين كل مِنْهُمَا ... قد كَانَ فِي أفق السُّعُود هلالا)

(لَو أمهلا مَلأ الْعُيُون محاسنا ... وَكَذَا الْقُلُوب مهابة وكمالا)

(ولكان هَذَا للمعالي نَاظرا ... ولكان هَذَا فِي طلاها خالا)

(خطفتهما أَيدي الْمنون وغادرت ... مَاء الْعُيُون عَلَيْهِمَا هطالا)
فَأَجَابَهُ بقصيدة مِنْهَا
(لهفي على بدر تَكَامل بَعْدَمَا ... قد سَار فِي ذَاك الْكَمَال هلالا)

(أعظم بِهِ رزأ أتاح مضائبا ... فت القوب ومزق الأوصالا)

(مَا كنت أعلم قبل حمل سَرِيره ... أَن الرِّجَال تسير إِلَّا جبالا)

(وَعَجِبت للبحر الْمُحِيط بحفرة ... هَل غَابَ حَقًا أَو أرَاهُ خيالا)

(يَا دافنيه من الْحيَاء تقنعوا ... غيبتم شمس الْغَدَاة ضلالا)

(عهدي الْغَمَام حجابها مَالِي أرى ... أضحى الْحجاب جناد لَا ورمالا)
وَكتب إِلَيْهِ فِي هَذَا الشَّأْن قَوْله
(خطب بِقرب دونه الآجالا ... ويمزق الأحشاء والأوصالا)

(فدع الجفون تجود إِن نضبت ... سحائب دمعها فِيهِ دَمًا هطالا)

(أفلت نُجُوم الْفضل من فلك العلى ... ووهي ثبير المكرمات ومالا)

(فقدت أولو الْأَلْبَاب الْمجد الَّذِي ... عدموا بفقد حَيَاته الإقبالا)

الصفحة 322