كتاب خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر (اسم الجزء: 1)

(فقدوا حَلِيف الْفضل من بِكَمَالِهِ ... وحجاه كُنَّا نضرب الأمثالا)

(من شَاءَ للعلياء يسع فَإِن من ... كَانَت لَهُ بالْأَمْس ملكا زَالا)
وَمِنْهَا
(اعزز عَليّ بِأَن أرى رب ... الفصاحة والبلاغة لَا يُجيب سؤالا)

(مَا كنت أعلم قبل يَوْم وَفَاته ... أَن الْكَوَاكِب تسكن الأرمالا)

(مَا كنت أَحسب أَن أرى من قبله ... للشمس من قبل الزَّوَال زوالا)
وَمِنْهَا
(صبرا على مَا نالني فِي يَوْمه ... كالصبر مِنْهُ بِهِ على مَا نالا)

(مَلأ الْقُلُوب من الأسى ولطالما ... مَلأ الْعُيُون مهابة وجلالا)

(لَوْلَا أَخُوهُ أَبُو الْفَضَائِل أَحْمد ... لرأيت أندية العلى أطلالا)

(الْكَامِل الفطن الَّذِي عزماته ... أَن صال تلقاها ظبا ونصالا)
وَمِنْهَا
(مَا رام بدر التم مثل كَمَاله ... إِلَّا وصيره المحاق هلالا)

(مولَايَ يَا ابْن الرشدين وَمن لَهُم ... شرف على هام السماك تَعَالَى)

(صبرا فَإِن الدَّهْر من عاداته ... يدني النَّوَى ويحول الأحوالا)
وَقد اقتفى أثر الشريف الرضي فِي قصيدته الَّتِي رثى بهَا الصاحب ابْن عباد ومطلعها
(أكذا الْمنون تقطر الأبطالا ... أكذا الزَّمَان يضعضع الأجيالا)
وَهِي طَوِيلَة جدا فَلَا حَاجَة بِنَا إِلَى إيرادها وَلابْن النَّقِيب غضة الشغوف مِنْهَا قولة حَضْرَة تقلدت أَعْنَاق الرِّجَال بقلائد نعمها وتدبجت رياض الآمال بهواطل سحب كرمها وطافت أفهام الطلاب بكعبة حقائقها وعلومها وسعت أفكار بني الْآدَاب بَين صفا منثورها ومروة منظومها لَا بَرحت الْأَيَّام باسمة الثغر بمعاليها والأنام حَالية النَّحْر بأياديها وَكَقَوْلِه وَهُوَ صدر الدُّنْيَا وركن الْعليا وواسطة عقد وَرَثَة الْأَنْبِيَاء وَوَاحِد هَذَا النَّوْع الانساني من الاحياء دَعْوَى لَا يدْخل بينتها وهم ونتيجة لَا يشين مقدماتها عقم فَإِن من كل صدر بني هَاشم وشنب ثغرهم الباسم وهم فِي الرّفْعَة والمنعة كَانَ أجل مَوْجُود وَأعظم من فِي الْوُجُود وَكَقَوْلِه قسما بِمن جعل محَاسِن الدُّنْيَا فِي تِلْكَ الذَّات محصوره وَأَسْبَاب الْعليا على مُلَازمَة عتباتها مقصوره أَن عقد عبوديتي عقد لَا تتطاول إِلَيْهِ الْأَيَّام بِفَسْخ وعهد مودتي عهد لَا تتوصل إِلَيْهِ الْحَوَادِث بنسخ وَكَيف يفْسخ وَصورته فِي الْجنان مجلوه أم كَيفَ ينْسَخ وسورته فِي كل حِين بِاللِّسَانِ متلوه ولعمري مهما نسيت فَإِنِّي لَا أنسى أيامي فِي خدمتها والتقاطي الدّرّ من مذاكرتها وَمَا كَانَ بَيْننَا من

الصفحة 323