كتاب خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر (اسم الجزء: 1)

أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن زَكَرِيَّاء بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن جِبْرِيل بن مُحَمَّد بن جِبْرِيل بن مُحَمَّد بن سراج الدّين بن حَامِد بن عبد الله بن صَالح بن أَحْمد بن حُسَيْن بن زين العابدين ابْن مُسلم بن عقيل بن أبي طَالب بن عبد الْمطلب بن هَاشم الْمَعْرُوف بِصَاحِب الْخَال كَبِير اللِّحْيَة وصدرها وَشَيخ المعارف والعلوم ومعدن العوارف والفهوم الامام الْفَقِيه الْجَلِيل الْمُنْفَرد فِي عصره بعلوم الدّين وَالْولَايَة وَكَانَ قَاضِي اللِّحْيَة ومرجعها الَّذِي عَلَيْهِ الْمعول وَله الْكَلِمَة النافذة وَالْقَبُول التَّام والتمسك من التَّقْوَى بِسَبَب أقوى وجلالته ومهابته وخشيته من الله تَعَالَى مِمَّا اشْتهر وبهر ذكره الشلي فِيمَا أعلم ثمَّ رَأَيْت الْأَخ الْفَاضِل الشَّيْخ مصطفى بن فتح الله الْحَمَوِيّ الأَصْل ثمَّ الدِّمَشْقِي نزيل مَكَّة قد تَرْجمهُ وَذكر أَن وِلَادَته كَانَت فِي سنة خمس وَتِسْعين وَتِسْعمِائَة وَحفظ الْقُرْآن والارشاد وعدة متون فِي جملَة فنون وَأخذ عَن شُيُوخ كثيرين مِنْهُم الْفَقِيه رَضِي الدّين بن أبي بكر الْقمرِي وَأَبُو الْخَيْر مُحَمَّد بن شيخ الْإِسْلَام أَحْمد بن حجر الهيثمي وَالشَّيْخ مُحَمَّد بن عَليّ عَلان الصديقي وَعنهُ جمع من أَعْيَان الأفاضل وَكثير من الْعلمَاء مِنْهُم ولداه مُحَمَّد وَأَبُو بكر وَله مؤلفات مِنْهَا منظومة فِي الْحساب ومنظومة فِي أَسمَاء الصَّحَابَة الَّذين روى عَنْهُم البُخَارِيّ فِي صَحِيحه وَكَانَت وَفَاته لَيْلَة الْجُمُعَة خَامِس عشر رَجَب سنة خمس وَسِتِّينَ وَألف باللحية وَدفن بِقرب تربة الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى سَيِّدي المقبول صَاحب الْقَضِيب ابْن أَحْمد بن مُوسَى قدس الله سره الْعَزِيز
الشَّيْخ أَحْمد بن مُحَمَّد الْأَسدي الشَّافِعِي الْمَكِّيّ من فضلاء الزَّمَان وظرفائه ولد بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وَأخذ عَن وَالِده عدَّة عُلُوم وَأخذ عَن الشَّمْس مُحَمَّد بن عَلان والامام عَليّ ابْن عبد الْقَادِر الطَّبَرِيّ وَالشَّيْخ مُحَمَّد الطَّائِفِي وَغَيرهم وتصدر للإقراء بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام وانتفع بِهِ جمَاعَة كَثِيرُونَ وَكَانَ كثير الْعِبَادَة محبا للعزلة ونظم شذور الذَّهَب لِابْنِ هِشَام فِي أرجوزة سَمَّاهَا قلائد النحور بنظم الشذور وَله أشعار كَثِيرَة مِنْهَا قَوْله متغزلا وَهُوَ أسلوب لطيف الْموقع حسن التأدية
(دع المدامة يَعْلُو فَوْقهَا الحبب ... رضَا بِهِ وثناياه لنا أرب)

(نزه فُؤَادك عَن رَاح الكؤس وَخذ ... رَاحا من الثغر عَنْهَا يعجز الْعِنَب)

(شتان بَين حَلَال طيب عذب ... وحامص يزدريه الْعقل وَالْأَدب)

(إِذا تغزلت فِي خمر وَفِي قدح ... فَمَا مرادي إِلَّا الثغر الشنب)

(لله در مدام بت أرشفها ... من فِي غزال إِلَى الأتراك ينتسب)

الصفحة 325