كتاب خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر (اسم الجزء: 1)

(حَتَّى تثاءب نوره ... وتمطت الأغصان قدا)

(وأتى الشَّقِيق بمجمر ... للروض وَقد فِيهِ ندا)

(وعَلى الغدير مفاضة ... سردت لَهُ النسمات سردا)

(وحبابه من فَوْقه ... قد بَات يلْعَب فِيهِ نردا)

(فسقى معاهد بالحمى ... قد أنبتت حبا وودا)

(تذر اللَّيَالِي فِي ثرى ... من عنبر للمسك أهْدى)

(عجبا لدر ناصع ... أودعن فِي مسك مندي)

(فِي ظلّ عَيْش ناعم ... بنسيم أسحار تردى)

(والدهر عبد طائع ... أهْدى لنا شرفا وسعدا)

(مَا زَالَ اصدق نَاصح ... كم قَالَ لي هزلا وجدا)

(سلم امْرُؤ عَن طوره ... فِي كل حَال مَا تعدى)

(فالخطب بَحر زاخر ... فاصبر لَهُ جزرا ومدا)

(لَا يختشى لسع الزنابير ... الَّذِي يستام شَهدا)

(فِي ذمَّة الْأَيَّام للأحرار ... دين قد يُؤدى)

(إِن مَا طلت فلربما ... أنجزن بعد المطل وَعدا)

(فَإِذا رمى طأطىء لَهُ ... رَأْسا ترَاهُ عَنْك عدى)

(أفبعد أخواني الالى ... درجوا أَخَاف الْيَوْم فقدا)

(عَيْني إِذا استسقت بهم ... تسقى بدمع الْعين خدا)

(لَو كَانَت القطرات تجمد ... نظمت فِي الْجيد عقدا)

(قوم لَهُم يَدْعُو الثنا ... من شاسع الأقطار وَغدا)

(كم فِي عكاظ نديهم ... جلبوا لَهُم شكرا وحمدا)

(لَا يشْتَرونَ بذخرهم ... إِلَّا جميل الذّكر نَقْدا)

(أبقى لَهُم حسن الحَدِيث ... برغم أنف الدَّهْر خلدا)

(ورثوا المكارم كَابِرًا ... عَن كَابر فرضا وردا)

(من كل طود شامخ ... متسربل برْدَاهُ مجدا)

(أمست عيُونا كلهَا ... ترنو إِلَى الْأَعْدَاء حقدا)

(تلقى الورى بنديهم ... نكس الْعُيُون إِذا تبدى)

الصفحة 337