كتاب خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر (اسم الجزء: 1)

(قلت للندمان لما ... مزقوا برد الدياجي)

(قتلتنا الراح صرفا ... فاقتلوها بالمزاج)
أَصله قَول حسان
(إِن الَّتِي ناولتني فرددتها ... قتلت قتلت فهاتها لم تقتل)
قَالَ الرَّاغِب أصل الْقَتْل إِزَالَة الرّوح من الْجَسَد كالموت لَكِن إِذا اعْتبر بِفعل الْمُتَوَلِي لذَلِك يُقَال قتل وَإِذا اعْتبر بفوت الْحَيَاة يُقَال موت واستعير على سَبِيل الْمُبَالغَة قتلت الْخمر بِالْمَاءِ إِذا مزجته وَوجه الِاسْتِعَارَة فِيهِ أَنه يزِيل شدتها فَجعلت نشوتها كروحها وَجعلت سكرتها عدوا انْتهى وللشهاب
(قبل يَد الْخيرَة أهل التقى ... وَلَا تخف طعن أعاديهم)

(رَيْحَانَة الرَّحْمَن عباده ... وشمها لثم أياديهم)
أَخذه من قَول عِيسَى بن حجاج اليمني وَهُوَ من كبراء الْأَوْلِيَاء وَكَانَ كل من دخل عَلَيْهِ أَو خرج يقبل يَده فَأنْكر عَلَيْهِ بَعضهم ذَلِك فَقَالَ العَبْد الْمُؤمن رَيْحَانَة الله فِي أرضه وَلَا بَأْس بشم الريحان فِي الدُّخُول وَالْخُرُوج وَمن شعره قَوْله
(أَخُوك الَّذِي إِن جِئْته لملمة ... يشمر عَن سَاق بعزم مُسَدّد)

(يُبَادر أَمر الْيَوْم قبل مضيه ... وَلَيْسَ محيلا فِي الْأُمُور على غَد)
أَصله مَا روى عَن الْمفضل الضَّبِّيّ أَنه قَالَ قَالَ لي الْمهْدي يَوْمًا أبْغض شَيْء إِلَى أَن أجعَل عمل الْيَوْم فِي غَد فَقلت لَهُ أَنه الحزم يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ كَمَا قَالَ أَخُو تَمِيم
(أَخُوك لَهُ عزم على الحزم لم يقل ... غَدا يَوْمهَا إِن لم تعقه الْعَوَائِق)
وَله من الرباعيات قَوْله
(مذ أطنب بالمطال والايجاز ... فِي موعده ظننته بِي هازي)

(حَتَّى أرى عقيق فِيهِ قبلا ... والخاتم من عَلامَة الانجاز)
يُوضحهُ قَول بدر الدّين الْأَزْهَرِي
(أمنت من خوف العدى وشرهم ... مذ جَاءَنِي بِخَاتم الْأمان)
خَاتم الْأمان كمديل الْأمان يسْتَعْمل فِي أَمارَة الانجاز لِأَن الرؤساء اعتادوا إرْسَال ذَلِك إِذا أرادوه وَله
(قد كَانَ لي خل على ... نهج النِّفَاق لقد سلك)

(ركت ملابس وده ... فقطعته من حَيْثُ رك)
أورد هَذَا فِي شرح درة الغواص عِنْد قَول الحريري وَيَقُولُونَ قطعه من حَيْثُ رق

الصفحة 339