كتاب خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر (اسم الجزء: 1)

(فَمَا فِي حكمه تقشير رِزْقِي ... وتعذيبي بحنثي فِي يَمِيني)
وَلابْن الرُّومِي
(وَإِنِّي لذُو حلف كَاذِب ... إِذا مَا اضطررت فِي الْحَال ضيق)

(وَهل من جنَاح غير مُسلم ... يدافع الله مَالا يُطيق)
وللعجلي
(وَإِن دَرَاهِم الْغُرَمَاء عِنْدِي ... معلقَة لَدَى بيض الأنوق)

(فَإِن دلفو لفت لَهُم بِحلف ... كمعطى الْبرد لَيْسَ بِذِي فنوق)

(وَإِن لانوا وعدتهم بلين ... وَفِي وعدي ثنيات الطَّرِيق)

(وَإِن وَثبُوا على وجردوني ... جلفت لَهُم كالضرام الْحَرِيق)
وَمن مجونه
(مولَايَ شكرا لفرج لقد رقيت بِهِ ... فاستشفع الْحر واسأله بِمَا وَمنى)

(واعضض عَلَيْهِ وعش فِي رقْعَة وغنى ... وانعم بعيش هني نلته بِهن)
وَله فِي مَعْنَاهُ
(قَالُوا فلَان قدرقي بِزَوْجَة ... لرتبة لم يَك قبلهَا جرى)

(فَقَالَت الزَّوْجَة لما أَن علا ... لَوْلَا حرى مَا كَانَ ذابه حرى)
وَنَحْوه قَول الآخر
(قل للامير وَلَا تفزعك هيبته ... وَإِن تعاظم وَاسْتولى بمنصبه)

(لَوْلَا فُلَانَة مَا استوزرت ثَانِيَة ... فاشكر حراصرت مَوْلَانَا الْوَزير بِهِ)
وَله وَهُوَ من مبدعاته
(لعمري لم أَبَد الْبكاء لذلة ... وَإِنِّي لسوء الذل لست مطيفا)

(وَلَكِن أَرَادَ الطّرف تبريد غلتي ... برد لماء الْوَجْه حِين أريقا)
وَله فِي الرثاء
(قد ضمه الْبَحْر فِي لج مَخَافَة أَن ... يُؤْذِي التُّرَاب لجسم فِيهِ بيليه)

(فالماء خر لى رَأس لفرقته ... والموج يلطم والأطيار تبكيه)
وَلآخر
(غريق كَأَن الْمَوْت رق لحسنه ... فلَان فِي صفحة المَاء جَانِبه)

(أَبى الله أَن يسلوه قلبِي فَإِنَّهُ ... توفاة فِي المَاء الَّذِي أَنا شَاربه)
وَلآخر
(وَلما لم تسعه الأَرْض جمعا ... تضمن جِسْمه الْبَحْر الْمُحِيط)
وَله فِي ثقيل
(ازمنا قد ثقيل فَهَل ... لَهُ على الْأَرْوَاح مناديون)

(تكرههُ الألحاظ منا لذا ... تلوذ بالأجفان منا الْعُيُون)
جعل الْعُيُون لائذة بالأجفان كِتَابَة حَسَنَة عَن تغميض الْعُيُون وَأَصله قَول ابْن الرُّومِي
(لنا صديق كلا صديق ... غث على أَنه سمين)

(إِذا بدا وَجهه لقوم ... لاذت بأجفانها الْعُيُون)
(كَأَنَّهُ عِنْدهم غَرِيم ... حلت عَلَيْهِم بِهِ دُيُون)
وَله
(الْعرف قرض لمن تزكو مروءته ... يهوى الْأَدَاء لَهُ فِي حَال مقدرته)

(وَذَاكَ قيد لَهُ إِن لم يؤد فَلَا ... يفك إِلَّا بشكر أَو مكافأته)
أَصله قَول ابْن المعتز الْمَعْرُوف على الْخَيْر غل لَا يفكه إِلَّا شكر أَو مُكَافَأَة وَله غير ذَلِك مِمَّا إِذا تتبعته جَاءَ فِي مجلدة ضخمة والعنوان يدل على الطرس وَكَانَت وَفَاته رَحمَه الله تَعَالَى يَوْم الثُّلَاثَاء لثنتي عشرَة خلت من شهر رَمَضَان سنة تسع وَسِتِّينَ وَألف وَقد أناف على التسعين وَكَانَ توفّي قبله بِثَلَاثَة أشهر الْفَقِيه الْكَبِير مُحَمَّد بن أَحْمد الشَّوْبَرِيّ الملقب بالشافعي الصَّغِير فَقَالَ فيهمَا السَّيِّد الأديب أَحْمد بن مُحَمَّد الْحَمَوِيّ الْمصْرِيّ يرثيهما وَكَانَ قَرَأَ عَلَيْهِمَا
(مضى الإمامان فِي فقه وَفِي أدب ... الشَّوْبَرِيّ والخفاجي زِينَة الْعَرَب)

(وَكنت أبْكِي لفقد الْفِقْه مُنْفَردا ... فصرت أبْكِي لفقد الْفِقْه وَالْأَدب)
قلت الْبَيْت الْأَخير مضمن من قَول جحظة الْبَرْمَكِي فِي رثاء أبي بكر بن دُرَيْد اللّغَوِيّ مَعَ تَغْيِير يسير وَذَلِكَ قَوْله
(فقدت يَا ابْن دُرَيْد كل فَائِدَة ... لما غَدا ثَالِث الْأَحْجَار والترب)

(وَكنت أبْكِي لفقد الْجُود مُنْفَردا ... فصرت أبْكِي لفقد الْجُود وَالْأَدب)
والخفاجي نِسْبَة إِلَى أَبِيه خفاجي وَلَا أَدْرِي مَعْنَاهُ وأصل وَالِده من سرياقوس من قَرْيَة من قرى الخانقاه وَالله تَعَالَى أعلم
الشَّيْخ أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن البتروني الْحلَبِي وَتقدم تَتِمَّة نسبه فِي تَرْجَمَة ابْن عَمه إِبْرَاهِيم بن أبي الْيمن وَسَيَأْتِي أَبوهُ مُحَمَّد إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَهَذَا هُوَ الْمَعْرُوف بِابْن مفتي الْفَقِيه الْحَنَفِيّ أحد كبراء حلب وَأحد رؤسائها وَكَانَ من أسخياء الْعَالم ذَا مُرُوءَة وهمة عالية وشهامة باهرة ولي الْقَضَاء مُدَّة مديدة ثمَّ تقاعد عَن رُتْبَة قَضَاء الشَّام وتصدر بحلب وانقاد إِلَيْهِ أَهلهَا ونفذت فِيمَا بَينهم كَلمته وجلت حرمته حصل أَمْوَالًا كَثِيرَة وجاها وافرا إِلَّا أَن بضاعته كَانَت كبضاعة أَبِيه مزجاة وَكَانَت وَفَاته فِي سنة إِحْدَى وَسبعين وَألف
السَّيِّد أَحْمد بن مُحَمَّد بن يُونُس الْمَدْعُو عبد النَّبِي بن أَحْمد بن السَّيِّد عَلَاء الدّين عَليّ ابْن السَّيِّد الحسيب النسيب يُوسُف بن حسن بن يس البدري نِسْبَة إِلَى السَّيِّد بدر الْوَلِيّ الْمَشْهُور المدفون بزاويته بوادي النُّور ظَاهر الْقُدس الشريف وَله ذُرِّيَّة

الصفحة 342