كتاب خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر (اسم الجزء: 1)
أَن لكل وَقت صَمد وَأَنَّك وَالله صَمد هَذَا الْوَقْت وَمِنْهُم الْوَلِيّ الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى مَقْبُول المحجب الزَّيْلَعِيّ وَالسَّيِّد عبد الله بن شيخ العيدروس بِحَيْثُ أَنه أَخذ عَنهُ فِي أَيَّام زيارته الْمَدِينَة وَمِنْهُم السَّيِّد الْعَلامَة الْوَلِيّ بَرَكَات التّونسِيّ وَالسَّيِّد عبد الْخَالِق الْهِنْدِيّ بل أَخذ عَنهُ كبار الشُّيُوخ كالسيد الْعَارِف بِاللَّه عبد الرَّحْمَن المغربي الإدريسي وَالشَّيْخ عِيسَى المغربي الْجَعْفَرِي وَالشَّيْخ مهنا بن عوض بامزروع وَالسَّيِّد عبد الله بافقيه وَجَمَاعَة من عُلَمَاء السَّادة بني علوي وَمن فُقَهَاء الْيمن من جعمان وَغَيرهم وَمِنْهُم نتيجة النتائج خَلِيفَته الروحاني إِبْرَاهِيم بن حسن الكوراني السهراني فَإِنَّهُ بِهِ تخرج وبعلومه انْتفع لَازمه مُدَّة حَيَاته وَصَارَ خَلِيفَته فِي التربية والإرشاد بعد مماته وَله مؤلفات كَثِيرَة الْمَوْجُود مِنْهَا نَحْو خمسين مؤلفاً مِنْهَا حَاشِيَة على الْمَوَاهِب وحاشية على الْإِنْسَان الْكَامِل للجيلي وحاشية على الكمالات الإلهية لَهُ وَشرح حكم ابْن عَطاء الله فِي مُجَلد ضخم وَشرح عقيدة ابْن عفيف وَكتاب النُّصُوص والكنز الْأَسْنَى فِي الصَّلَاة وَالسَّلَام على الذَّات المكملة الْحسنى وعقيدة منظومة فِي غَايَة الْحسن والاختصار وَكَانَ إِمَام الْقَائِلين بوحدة الْوُجُود حَافِظًا للمراتب الشَّرْعِيَّة متضلعاً من أذواق السّنة كثير النَّوَافِل وَالصِّيَام كَامِل الْعقل وَالْوَقار وَوصل إِلَى مقَام الختمة فِي عصره فقد قَالَ فِيمَا وجد بِخَطِّهِ على هَامِش رِسَالَة الْعَارِف بِاللَّه سَالم بن أَحْمد شَيْخَانِ باعلوي الْمُسَمَّاة بشق الجيب فِي معرفَة رجال الْغَيْب عِنْد قَوْله والختم وَهُوَ وَاحِد فِي كل زمَان يخْتم الله بِهِ الْولَايَة الْخَاصَّة وَهُوَ الشَّيْخ الْأَكْبَر انْتهى مَا نَصه الَّذِي يتَحَقَّق وجدانه أَن الختمة الْخَاصَّة مرتبَة إلهية ينزل بهَا كل أحد لَهَا حسب وقته وزمانه غيرم منقطعه أَبَد الآباد إِلَى أَن لَا يبْقى على وَجه الأَرْض من يَقُول الله الله لعدم خلو الْمَرَاتِب الإلهية عَن القائمين بهَا حَتَّى يصير الْقَائِم بهَا كالصفر الْحَافِظ لمرتبة الْعدَد فميا قبله وَبعده بأنفاسه تتمّ الصَّالِحَات وتقضى الْحَاجَات وَقد تحققنا بذلك حَقًا ونزلنا منازلة وصدقاً وَمِمَّنْ رَأَيْته من مشايخي من أهل الختمة الْمَذْكُورَة سنداً مُتَّصِلا مِنْهُم إِلَيْنَا من غير انْقِطَاع بِإِذن الله تَعَالَى خَمْسَة أنفس سادسهم كلبهم لَا رجماً بِالْغَيْبِ وربه ثمَّ قَالَ بعْدهَا قَالَه عبد الْجَمِيع أَحْمد بن مُحَمَّد الْمدنِي وَمثله لَا يتَكَلَّم بِمثل هَذَا الْكَلَام إِلَّا عَن إِذن إلهي وَنَفث روعي وَله ديوَان شعر مِنْهُ قَوْله
(أَضَاءَت لنا بالرقمتين على نجد ... لوامع أنوار فهيجن لي وجدي)
الصفحة 345