كتاب خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر (اسم الجزء: 1)
الْمَذْكُور كثيرا من مدائح الشُّعَرَاء فِيهِ وَجُمْلَة كَافِيَة من شعره وقطعا بديعة من نثره وَمرَاده بالسلطان الَّذِي استدعاه إِلَيْهِ وزوجه ابْنَته وضمه إِلَيْهِ شاهنشاه عبد الله بن مُحَمَّد قصب شاه ملك حيدر آباد وَمَا والاها من الْبِلَاد وَقد انْتَهَت إِلَيْهِ بِسَبَب تقربه إِلَى السُّلْطَان بِتِلْكَ الأَرْض الرياسة وقصده النَّاس من أقْصَى الْبِلَاد النائية وساس أحسن سياسة حَتَّى أدْرك السُّلْطَان أَجله وظنه أَن يكون ملكا بعده فَم ينم لَهُ مَا أمله وَتَوَلَّى الْملك بعده الميرز أَبُو الْحسن من الْعَجم المقربين إِلَى الْملك الْمَزْبُور فِي قصَّة يطول شرحها فَقبض عَلَيْهِ وسجنه إِلَى أَن وفاه أَجله وَلَقي مَا عمله وَمن شعره قَوْله
(مثير غرام المستهام ووجده ... وميض سرى من غور سلع ونجده)
(وَبَات بأعلا الرقمتين التهابه ... فظل كئيبا من تذكره عَهده)
(يحن إِلَى نَحْو اللوى وطويلع ... وبانات نجد والحجاز ورنده)
(وضال بِذَات الضال مرح غصونه ... تفيأه طبي يميس بِبرْدِهِ)
(يغار إِذا مَا قست بالبدر وَجهه ... ويغضب إِن شبهت وردا نجده)
(كثير التجني ذُو قوام مهفهف ... صبيح الْمحيا لَيْسَ يُوفي بوعده)
(مليح تسامى بالملاحة مُفردا ... كشمس الضُّحَى والبدر فِي برج سعده)
(ثناياه برق والصباح جَبينه ... وَأما الثريا قد أنيطت بعقده)
(فَمن وَصله سُكْنى الْجنان وطيبها ... وَلَكِن لظى النيرَان من نَار صده)
(ترا آي لنا بالجيد كالظبي لفتة ... أُسَارَى الْهوى فِي حكمه بعض جنده)
(روى حسنه أهل الغرام وَكلهمْ ... يتيه إِذا مَا شاهدوا ليل جعده)
(يعنعن علم السحر هاروت لحظه ... ويروي عَن الزَّمَان كاعب نهده)
(مضاء اليمانيات دون لحاظه ... وَفعل الردينيات من دون قده)
(إِذا مَا نضا عَن وَجهه بعض حجبه ... صبا كل ذِي نسك ملازم زهده)
(وَأبْدى محيا قاصرا عَنهُ كل من ... أَرَادَ لَهُ نعتا بتوصيف حَده)
(هُوَ الْحسن بل حسن الورى مِنْهُ مجتدي ... وَكلهمْ يعزي لجوهر فَرده)
(وَمَا تفعل الراح العتيقه بعض مَا ... بمبسمه بالمحتسى صفو وده)
وَقَوله فِي مليح
(يَا جوهرا فَردا علا ... من أَيْن جَاءَك ذَا الْعرض)
اعتل طرفه
(وعلام طرفك ذَا الْمَرِيض ... أعله هَذَا الْمَرَض)
الصفحة 350