كتاب خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر (اسم الجزء: 1)

(فأسبل السّتْر صفحا أَن خلل ... تهتك بِهِ ستر أَعدَاء وحساد)
فَكتب إِلَه بِهَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ بديهة
(ولرب ملتفت يَا جِيَاد المها ... نحوي وأيدي العيس تنفث سمها)

(لم يبك من ألم الْفِرَاق وَإِنَّمَا ... يسْقِي سيوف لحاظه ليسمها)
ثمَّ نظم المعني بِعَيْنِه فَقَالَ
(وَلَقَد يُشِير إِلَيّ عَن حدق المها ... والرعب يخْفق فِي حشاه الضامر)

(غشت نواظره الدُّمُوع كَأَنَّهَا ... مَاء ترقرق فِي متون بواتر)

(رقت شمائله ورق أديمه ... فتكاد نشر بِهِ عُيُون النَّاظر)
وَقَالَ أَحْمد الْجَوْهَر مُعَارضا
(وظبي غرير بالدلال محجب ... يرى أَن ستر الْعين فرض المحاجر)

(رماني بِطرف أسبل الدمع دونه ... لِئَلَّا أرى عَيْنَيْهِ من دون سَاتِر)
وَلما وقفت أدباء الْيمن على بَيْتِي النظام تجاروا فيهمَا بسوابق النظام فَقَالَ السَّيِّد حسن بن المطهر الجرموزي
(وريم فَلَا أصل المحاسن فَرعه ... تبدى كبدر فِي الدجى للنواظر)

(سباني بجفن أدعج ماج مَاؤُهُ ... فطرز شهب الدمع ليل البواتر)
وَقَالَ حسن بن عَليّ باعفيف
(وخشف عَلَيْهِ الْحسن أوقف نَفسه ... لَهُ نَاظر يحميه من كل نَاظر)

(نظرت إِلَيْهِ نَاظرا در دمعه ... فنظام فكري هام فِي در ناثر)
وَقَالَ الشَّيْخ عبد الله الزنْجِي
(وطرف لَهُ فعل السيوف البواتر ... يُصِيب بِهِ مستلئما دون حاسر)

(رمى ورنا فانهل بالدمع جفْنه ... كدر حواه سمط نظم الْجَوَاهِر)
وَقَالَ السَّيِّد عَليّ صَاحب السلافة
(وَللَّه ظَبْي كالهلال جَبينه ... رماني بِسَهْم من جفون فواتر)

(جرت بمآقيه الدُّمُوع كَأَنَّهَا ... سقاء فريد فِي شفار بواتر)
وللنظام غير ذَلِك مِمَّا رق وراق من الْأَشْعَار الفائقة وَكَانَت وَفَاته فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَألف بِمَدِينَة حيدر آباد
أَحْمد باشا بن مُحَمَّد باشا الْوَزير الْأَعْظَم الْمَعْرُوف بالفاضل أَحْمد باشا الكوبري الأَصْل

الصفحة 352