كتاب خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر (اسم الجزء: 1)

(كثير الْخَيْر مِفْتَاح العطايا ... شرِيف النَّفس وَالنَّفس الْكَرِيم)

(مُحَمَّد الْأمين وَمن تسامى ... بديع الصنع ذِي النّظر السَّلِيم)

(عليم الْبَحْر من فن القوافي ... وبحر الْعلم ذِي الْقدر الجسيم)

(بليغ النّظم مُنْتَظم اللآلئ ... طَوِيل الباع ذِي الْحلم الْحَلِيم)

(كريم فاق فِي الْآفَاق ذكرا ... وَعم الأَرْض بِالْعلمِ الْعَلِيم)

(سَلام من سَلام من سَلام ... قويم من قويم فِي قويم)

(عَظِيم الْعرف كالمسك الذكي ... غضيض الطّرف كالورد الشميم)

(ومصحوبا بخيرات حسان ... ورضوان بجنات النَّعيم)

(فيغشى الْحبّ فِي روض أنيق ... ويلثم تربه لثم النديم)

(وَفِي التَّقْبِيل عني نَاب أَنِّي ... كثير النوح فِي اللَّيْل البهيم)

(من الأشواق شقّ الْقلب مني ... وأحرق مهجتي بعد الْحَمِيم)

(لذيذ الْعَيْش عِنْدِي صَار مرا ... وَإِنِّي للفراق كَمَا السقيم)

(فَإِن ألقيت طيفك فِي خيالي ... توقد فِي الحشا حمر الْجَحِيم)

(وَلما جَاءَ طرس مِنْك حلى ... بنظم صَار كالدر النظيم)

(فأنعشني وَلَكِن زَاد شوقي ... إِلَى لقياك فِي وجد عَظِيم)

(فيا مولَايَ دم بِالْخَيرِ واسلم ... مدى الْأَيَّام بِالْفَضْلِ العميم)
فَكتبت إِلَيْهِ الْجَواب
(تذكر لَذَّة الْعَيْش الْمُقِيم ... فحن لذَلِك الْعَهْد الْقَدِيم)

(وَبَات مؤرقا يطوي ضلوعا ... على شغف بشادنه الرخيم)

(سقى عهدي بِهِ نوء الغوادي ... يرويهِ بصيبه العميم)

(أَو أَنا كنت أجني فِي حماه ... ثمار الْحَظ فِي الرَّوْض النَّعيم)

(وأروي فِيهِ زاهية القوافي ... عَن الصَّفَدِي كالدر النظيم)

(بِأَلْفَاظ أرق من الحميا ... وألطف من محادثة النديم)

(وأندى من رَبًّا هبت عَلَيْهَا ... صبا فاحت معطرة الشميم)

(بروحي ثمَّ بِي أفدى سميري ... وَمن أَدْعُوهُ بالخل الْحَمِيم)

(وَمن هُوَ فِي الحفيظة لَيْسَ يمشي ... على غير الصِّرَاط الْمُسْتَقيم)

(أديب الدَّهْر مُخْتَار الْمعَانِي ... وفرد الْعَصْر ذُو الْقدر الجسيم)

الصفحة 358