كتاب خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر (اسم الجزء: 1)

(تملك كل وصف مستجاد ... بِحسن الْخلق والطبع السَّلِيم)

(أيا مولَايَ دمت حفيظ ودي ... فودك من فُؤَادِي بالصميم)

(بعثت إِلَيّ بالغر اللواتي ... تعرفنِي بأسلوب الْحَكِيم)

(أَنْت نحوي على مضضي فَحلت ... حُلُول الْبُرْء فِي جسم السقيم)

(وقاك الله من نكدي وحزني ... وحياني بمنظرك الوسيم)

(وَدم تنتاشني من خطب دهر ... رماني بالنوى الصعب الذميم)

(اجلك أَن يكون إِلَيْك هَذَا ... جوابي لَا من الوشي الرقيم)

(فعذرا أَن فكري فِي انقباض ... تقاضاه التنائي كالغريم)

(إِذا استنتجت مِنْهُ بعض شَيْء ... فينتجه من الشكل الْعَقِيم)
وَكَانَت وَفَاته رَحمَه الله تَعَالَى نَهَار الْجُمُعَة سادس عشرى شهر ربيع الثَّانِي سنة مائَة وَألف وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير وَلم يُجَاوز السِّتين بِكَثِير وَقلت أرثيه
(لهفي على الصَّفَدِي فَرد الدَّهْر من ... لعلاه كف المكرمات تُشِير)

(طود الْفَضَائِل دكه حكم القضا ... فالأرض من أقْصَى التخوم تمور)

(فَانْظُر ترى عجبا وَقد سَارُوا بِهِ ... جبلا غَدا فَوق الرِّجَال يسير)

الشريف أَحْمد بن مَسْعُود بن حسن بن أبي نمى الشريف الحسني أحد أَشْرَاف مَكَّة صَاحب الْأَدَب البارع والأشعار السائرة المرغوبة ذكره ابْن مَعْصُوم فِي السلافة فَقَالَ فِي تَرْجَمته نَابِغَة بني حسن وباقعة الفصاحة واللسن الساحب ذيل البلاغة على سحبان والسائر بأفعاله وأقواله الركْبَان أحد السَّادة الَّذين رووا الحَدِيث برا عَن بر والساسة الَّذِي فتقت لَهُم ريح الجلاد بعنبر فاقتطفوا نور الشّرف من روض الْحبّ الأنضر وجنوا ثَمَر الوقائع يانعاً بالعز من ورق الْحَدِيد الْأَخْضَر كَانَت لَهُ همة تزاحم الأفلاك وتراغم بعلو قدرهَا الْأَمْلَاك لم يزل يطْلب من نيل الْملك مَا لم يَفِ بِهِ عدده وعدده وَلم يمده من الْقَضَاء مدده ومدده فاقتحم لطلبه برا وبحرا وقلد للملوك بمدحه جيدا ونحرا لم يسعفه أحد وَلم يساعد إِذا عظم الْمَطْلُوب قل المساعد وَكَانَ قد دخل شهارة من بِلَاد الْيمن فِي حدى الجماديين من سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَألف وامتدح بهَا إمامها مُحَمَّد بن الْقَاسِم بقصيدة رَاح بهَا ثغر مديحه ضَاحِكا باسم وَطلب مساعدته على تَخْلِيص مَكَّة المشرفة لَهُ وإبلاغه من تحليته بولايتها امله وَكَانَ ملكهَا إِذْ ذَاك الشريف أَحْمد بن عبد الْمطلب

الصفحة 359