كتاب خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر (اسم الجزء: 1)
(وَلَا خير فِي حكم إِذا لم يكن لَهُ ... حَكِيم إِذا مَا أورد الْأَمر أصْدرَا)
فَقَالَ
لَا فض الله فَاك فَبلغ عمره مائَة سنة وَلم يتَغَيَّر لَهُ سنّ بل كَانَ أحسن النَّاس ثغرا ثمَّ قصد الشريف الْمَزْبُور دَار السلطنة فلقي سُلْطَان الْوَقْت إِذْ ذَاك مُرَاد الْغَازِي ومدحه بقصيدته الَّتِي مطْلعهَا قَوْله
(أَلا هبي فقد بكر النداما ... وَمَج المرج من ظلم الندى مَا)
مِنْهَا
(فيا ملك الْمُلُوك وَلَا أحاشي ... وَلَا عذرا أسوق وَلَا احتشاما)
(أنفت بأنني أَلْقَاك مِنْهُم ... بِمَنْزِلَة الرِّجَال من الْأَيَامَى)
(إِلَى جدواك كلفنا المطايا ... دواما لَا نفارقها دواما)
(صلينَا من سموم القيظ نَارا ... تكون ببردك الناشي سَلاما)
(وخضنا الْبَحْر من ثلج إِلَى أَن ... حسبناه على البيدا الكماما)
(نَؤُم رحابك الفيح اشتياقا ... ونأمل مِنْك آمالا جِسَامًا)
(وَمن قصد الْكَرِيم غَدا أَمِيرا ... على مَا فِي يَدَيْهِ وَلنْ يضاماا)
(وحاشا بحرك الْفَيَّاض أَنا ... نرد بغلة عَنهُ هياما)
(وَقد وافاك عبد مستهيج ... ندى كفيك والشيم الضخاما)
(وَحسن الظَّن يقطع لي بِأَنِّي ... أنال وَإِن سما مِنْك المراما)
(وَلَا بدع إِذا وافاك عاف ... فَعَاد يَقُود ذَا الْجب لهاما)
(فقد نزل ابْن ذِي يزن طريدا ... عَليّ كسْرَى فأنزله شماما)
(أَتَى فَردا فآب يجر جَيْشًا ... كسا الآكام خيلا والرغاما)
(بِهِ استبقى جميل الذّكر دهرا ... وَأَنت أجل من كسْرَى مقَاما)
(وَسيف لَو سمادوني فَإِنِّي عصامي وأسموه عظاما)
(بفاطمة وابنيها وطه ... وحيدرة الَّذِي أشفى السقاما)
(عَلَيْهِم رَحْمَة تهدي سَلاما ... يكون لنشرها مسكا ختاما)
(وَفِي أملي بِأَن يجْزِيك عني ... بِي عَفوه ويطفي الأواما)
(فَخذ بيَدي وسنمنى محلا ... بقربي مِنْك فِيهِ لن أسامى)
(وهب لي منصبي لتنال أجري ... وشكري مَا بقيت بهَا لزاما)
(فقد لعبت بِبَيْت الله حَقًا ... زعانف يسْتَحلُّونَ الحراما)
(أغثه فَلَيْسَ مسئول غَدَاة ... الْمعَاد سواك إِن بعثت قيَاما)
الصفحة 362