كتاب خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر (اسم الجزء: 1)
(أقنع بلقمه وشربة مَاء وَلبس الخيش ... وَقل لقلبك مُلُوك الأَرْض راحوا بإيش)
وَكَانَ كثير الْفِكر وَالذكر وَالصَّلَاة على النَّبِي
وَأخْبر أَنه رأى النَّبِي
وَأَنه إِذا زَارَهُ سمع مِنْهُ رد السَّلَام عَلَيْهِ كَانَت وَفَاته فِي سنة سبع بعد الْألف ذكر وَفَاته الْمَنَاوِيّ فِي طبقاته وَهُوَ عُمْدَة وَذكر الشلي أَن وَفَاته فِي رَجَب سنة عشر بعد الْألف وَلَا أَدْرِي عَمَّن نقل هَذَا وَالله أعلم
الشَّيْخ أَحْمد المغربي الْمَالِكِي شيخ الْمَالِكِيَّة بِدِمَشْق والمتكلم عَلَيْهِم بعد الْعَلَاء ابْن المرحل كَانَ فَاضلا دينا وَفِيه خير وَصَلَاح وكلمته نَافِذَة عِنْد الْحُكَّام وَله استقامة لَا يتَكَلَّم فِي أحد بِسوء ولي نظارة الْجَامِع الْأمَوِي فحمدت سيرته وَكَانَ ينتدب الْأَوْقَاف فيعمرها مَعَ التوفير فِي المصارف ووسع الطرقات إِلَى الْجَامِع فَوسعَ بَاب الْبَرِيد بِتَأْخِير تخوته إِلَى خلف ووسع سوق السِّلَاح وَكَانَت وَفَاته فِي إِحْدَى الجمادين سنة ثَمَان وَألف وَدفن بمقبرة الفراديس رَحمَه الله تَعَالَى
خَان أَحْمد الكيلاني الشريف الْحُسَيْنِي سُلْطَان بِلَاد كيلان من بَيت السلطنة أَبَا عَن جد وَكَانَ مَعَ كَونه من الْمُلُوك أحد أَفْرَاد الْعَالم فِي الْعُلُوم الرياضية والحكمية حصل علم الْهَيْئَة والهندسة والفلك وَكَانَ يدرس القوشجي فِي الْهَيْئَة وَكَانَ إِلَيْهِ النِّهَايَة فِي الموسيقى وَالشعر الْفَارِسِي وَإِذا نظم غزلاً ربطه فِي أصوات ونغمات وَكَانَ طهماسب شاه قد اعتقله فِي قلعة دهقهه فِي بِلَاد الْعَجم وَمكث بهَا معتقلاً سِنِين عديدة وَكَانَ ولد طهماسب شاه إِسْمَاعِيل مَحْبُوسًا عِنْده فَقَالَ لَهُ أطلقني الله من الْحَبْس وولاني أَمر النَّاس فَللَّه عَليّ أَن أطلقك وأوليك بلادك فاتفق أَن الله تَعَالَى أطلقهُ وَأَعْطَاهُ سلطنة العراقين وأذربيجان وشروان وشيراز وخراسان وهمدان وبلاد الْجبَال فَأخْرجهُ من دهقهة لَكِن وَضعه فِي قلعة اصطخر وَقَالَ لَهُ أُرِيد أرسلك إِلَى بلادك مَعَ مزِيد التَّعْظِيم فَلم تطل مُدَّة إِسْمَاعِيل وَمَات ثمَّ استخرجه الشاه أعمى أَخُو إِسْمَاعِيل الْمُسَمّى بخداي بنده مُحَمَّد عِنْدَمَا تولى السلطنة بِاتِّفَاق أُمَرَاء قزلباش وَكَانَت إِقَامَته فِي زمن سلطنة أَبِيه وأخيه الشاه إِسْمَاعِيل فِي شيراز فَلَمَّا مَاتَ أَخُوهُ إِسْمَاعِيل لم يَجدوا فِي بَيت السلطنة ذكرا قَابلا للْملك سوى هَذَا فقالو اهو من بَيت السلطنة لَيْسَ إِلَّا فَنحْن نوليه ملك أَبِيه وَلَو كَانَ أعمى فَلَمَّا تولى السلطنة أرسل إِلَى خَان أَحْمد واستخرجه من اصطخر وولاه بِلَاد كيلان كَمَا كَانَ فَلم يزل بهَا إِلَى أَن أَخذ سُلْطَان الْإِسْلَام السُّلْطَان مُرَاد بن سليم غَالب عراق الْعَجم
الصفحة 373