كتاب خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر (اسم الجزء: 1)

تَاج الدّين الْمَالِكِي الْمُقدم ذكره
(أَيهَا المصقع الَّذِي شرف ... الدَّهْر وَأَحْيَا دوارس الْآدَاب)

(والهمام الَّذِي تسامى فخارا ... وتناهى فِي الْعلم والأحساب)

(والخطيب الَّذِي إِذا قَالَ أما ... بعد أشفى بوعظه المستطاب)

(وَالْإِمَام الَّذِي تهذب طفْلا ... وذكا فِي الْعُلُوم والأنساب)

(جِئْت أَرْجُو كشفا لشَيْء تناهى ... فِي العلى وَاكْتفى عَن الْحجاب)

(إِن تصحفه كَانَ فِيهِ شِفَاء ... وَبِه النَّص جَاءَنَا فِي الْكتاب)

(وَلَك الْفضل إِن تصحفه أَيْضا ... بالعطا لَا بَرحت سامي الرحاب)

(مُفْرد إِن حذفت مِنْهُ أخيرا ... صَار جمعاجنسا بِغَيْر ارتياب)

(أَو وصلت الْأَخير مِنْهُ بصدر ... كَانَ عدا بِرَأْي أهل الْحساب)

(أَو بثان إِن ضم تال إِلَيْهِ ... فَهُوَ خل من أعظم الْأَصْحَاب)

(وَإِذا مَا صحفته لذ للنَّفس ... مذاقا فِي مطعم وشراب)

(خل نصفا يحل عَنهُ وبادر ... قلع عين مَا إِن لَهَا من حِسَاب)

(قلع الله عين شانيك يَا من ... قدره قد سما عَن الأسهاب)

(وابق فِي نعْمَة وَعز منيع ... مَا حدا بالحجاز حادي الركاب)
فَأَجَابَهُ بقوله
(يَا إِمَامًا صلي وَسلم كل ... خَلفه من أَئِمَّة الْآدَاب)

(وخطيبا رقي فضمخ طيبا ... مِنْبَر الْوَعْظ مِنْهُ فصل الْخطاب)

(لم ينافس لدي التَّقَدُّم إِلَّا ... قَالَ محرابه هُوَ الأحرى بِي)

(أشرقت شمس فَضله لَا تَوَارَتْ ... عينهَا عَن عياننا بحجاب)

(وأتى روض فكره بعروس ... قد أمدت أنهارها من عباب)

(تَقْتَضِي مني الْجَواب وعذرى ... فِي جوابي حوشيت أَن الجوى بِي)

(شبه فِي حشاي فقد فتاة ... رحلت تمتطي متون الرّقاب)

(وانطوت بعد بَينهَا بسط بسطي ... وَانْقَضَت دولة الصِّبَا والتصابي)

(لَيْت شعري بِمن أهيم وشمسي ... مَا لَهَا فِي أفولها من أياب)

(كَيفَ أصبو ووردة كَانَ روض الْأنس ... يزهو بهَا ثوث فِي التُّرَاب)

(لَا وعيش مضى بهَا فِي نعيم ... لست أصبو من بعْدهَا لكعاب)

(هَات قل لي يَا ملعب السرب مَالِي ... لَا أرى فِيك ظَبْيَة الأتراب)

الصفحة 477