103…
كيف ومتى بدأت فكرة المنهل
من على مقاعد الدراسة دار النقاش بين الصديق عبيد مدني وعبد القدوس الأنصاري الشابين الطموحين حول ((صحافة - جرائد)) ودار حديث الأحلام بينهما فصدر سؤال من السيد عبيد إلى عبد القدوس ((طيب اذا انشأته مجلة ماذا تريد أن تسميها)) فاجابه عبد القدوس اذا أراد الله سأسميها ((المنهل)) واقترح عليه صديقة عبيد بان يسميها ((الفاتحة)) ودارت الأيام دورتها وعلم من هم حوله بأمنيته هذه وفي مدرسة العلوم الشرعية التقى عبد القدوس بأستاذيه - الشيخ أحمد الفيض ابادي والشيخ محمد الطيب الأنصاري، فشجعاه بتقديم طلب إلى الامير عبد العزيز بن إبراهيم الذي تولى الامارة من عام 1346هـ وحتى 1352هـ.
رحب الأمير بطلب عبد القدوس ورفع معاملته بهذا الخصوص ((انشاء مجلة المنهل)) إلى سمو الأمير فيصل الذي بدوره حولها إلى مجلس الشورى وبعد الموافقة حولت المعاملة إلى الشعبة السياسية ورئيسها يوسف ياسين وظلت المعاملة لديه اكثر من خمس سنوات.
وفي غرة شهر رمضان المبارك قدم المدينة الاستاذ فؤاد حمزة وكيل وزارة الخارجية فشرح له الشيخ عبد القدوس معاناته، وفي 15رمضان 1355هـ وردت المعاملة وبعد أخذ ورد من الامارة والمالية وكتابة عدل صدر الترخيص باصدار المجلة بكفالة 500جنيه دفعها السيد أحمد ياسين الخياري اضافة إلى كفالته لصاحب المنهل الالتزام حسب الشروط الموضحة بالصك.
تسلم الشيخ عبد القدوس الصك الشرعي وبدأ في البحث عن مطبعه وكاتب وقارىء وكانت الهموم تعصف بافكار الشيخ عبد القدوس ثم جاء الفرج على يدي السيدين علي وعثمان حافظ فقد جلباً من مصر مطبعة يدوية لإصدار جريدة ((المدينة المنورة)) رحَّبا بالشيخ، ولكن من يكتب ومن يقوم بعملية صف الحروف فالسيد على وأخوه لم تكن لديهما الخبرة الكافية لصف الحروف وبدأت المسيرة، وارتسمت صفحات المنهل في مخيلة الشيخ، فكتب وشارك في صف الحروف وصدر العدد الأول في شهر ذي الحجة 155هـ وطبع منه مائة وخمسون نسخة، ومن ثم ونتيجة لسوء الطبع ومعاناته فقد عرض الشيخ الصديق محمد سعيد عبد المقصود خوجه مدير مطابع أم القرى على عبد القدوس ان تطبع المنهل بمطابع أم القرى، على ان ترسل المواد مصححة، وبعد ان ارسل عبد القدوس مواد مجلته وصلت ثلاثمائة نسخة بعد خمسة عشر يوما، وفي عام 1359هـ انتقل صاحب…