كتاب طيبة وذكريات الأحبة (اسم الجزء: 1)

14…
المؤلف سَطر ذكريات الأحبة من أباء الأحبة هذا الجيل في بلد الحبيب، ولم يقصد أنهم أحبة إليه فقط ولكنهم أحبة لجميع أبناء المجتمع الطيبي بمختلف فئاته، لذلك اختار من كل فئة بضعة أمثلة، اختار نماذج من العماء، والأدباء، والصنَّاع، والحِرفييِّن ورجال الأعمال والمزارعين والتربويين، وغيرهم، وليقول لنا إن ذلك ليس على سبيل الحصر ولكنه جهد المقلِّ الذي اقتصر على من اتاحت له الظروف بلقائهم لقاء مباشراً واستمنحم الإذن في ان يكتب عنهم ولو جانباً جزئياً من سيرتهم رمزاً للوفاء بحقهم، وتأكيداً لمن لم يكتب عنهم بأن لهم في القلب وذاكرة التاريخ من هذا المجتمع المدني ما لهؤلاء الذين كتب عنهم ولقد اختار الكاتب الوفي والتلميذ البار من الأشخاص من كانت ولادتهم لاتبعد عن العقد الثالث من القرن الرابع عشر للهجرة أي بعد عام 1320 هـ إلا أنه رَبْطٌ لحلقات السلسلة، وامتداد لوفاء الحب اشرت عليه بأن يتممه بجزء آخر يمتد تاريخ اشخاصه إلى القرن الثاني عشر الهجري.
ولقد بذل الكاتب جهد اربع سنوات متتالية، جهداً يدل على همة عالية ومحبة سامية لآبائه ومربيه وأهل الفضل في بلده، وكان بوده أن يتمم عمله بالكتابة عن كل من يجب أن يكتب عنهم، ولكن عامل الزمن دفعه إلى أن يسارع في إنجاز هذا الجزء قبل فوات الأوان ثم يوالي التتمة في المستقبل كما يود أن يفتح الباب للآخرين من الأوفياء أن يطرقوا هذا الباب فيستدركون ما فات على المؤلف فيؤدوا ولو جزءاً من واجبهم نحو أعمدة مجتمعهم والمربين لجيلهم.
وموجز القول فإن الكاتب بمؤلفه هذا كأنه يوجه نداءً إلى أبناء هذا البلد فيقول لهم. اكرموا الأحياء ولا تنسوا الاموات واعرفوا لأهل الفضل فضلهم، وبِرّثوا آباءكم تبرُّكم أبناؤكم واوفوا يوف الله لكم.

عبيد الله محمد أمين كردي

الصفحة 14