164…
وفي عام 1367هـ عرضت على صديقي هاشم دفتردار أثناء وجوده في المدينة المنورة بعد قدومه من بيروت تأليف كتاب عن المدينة ولم يأت عام 1369هـ حتى قدم لي الصديق الدفتردار كتاب ((ذكريات طيبة)) فقمت في عام 1370هـ بطبعه ونشره وقد تم لقائي بالشيخ يوسف عبيد الرزاق المدرس بكلية اصول الدين في الجامع الازهر بع قدومه إلى المدينة ضمن البعثة التدريسية في المدينة المنورة وهذا الرجل له اهتمام واضح في تاريخ المدينة فاطلعني على ما وصل اليه من مؤلفاته الذي اسماه ((معالم دار الهجرة)) ولما لاحظته من عناية في موضوعاته أبديت له رغبتي بنشر الكتاب بصفتي صاحب مكتبة الفقيه وصدر الكتاب.
سألت الشيخ جعفر رحمه الله عن التعليم في طيبة باعتباره من مواليد اوائل القرن الرابع عشر فقال:
المدينة كلها كانت مدرسة فلا تجد كتَّاباً أو معلماً أو معلمة إلا ويهبون وقتهم لتعليم الصغار وهذا ما سمعته من والدي وعاصرته في بداية حياتي.
فعمى مصطفى رحمه الله كان من الحريصين على تعليم الصغار بالمسجد النبوي الشريف ولهذا فقد اتخذ حلقة تعليم في مؤخرة المسجد النبوي عندما تدخل من باب المجيدي إلأى جهة اليسار وفي مواجهة كتَّاب العم مصطفى كتَّاب إبراهيم الطرودي المعروف اليوم بكَّتاب العريف محمد بن سالم وللعريف ابن سالم مساعد له شخص يسمى محمد سعيد سندي لم أعهده من قبل.
أما كتَّاب الشيخ الزهاري فهو الذي أصبح معروفاً عند العامة بكتَّاب أبو خضير وكل ما قلته عرفته من عمي الشيخ مصطفى فقيه.
أما أنا فقد عاصرت في الحرم النبوي الشريف عدة كتاتيب منها كتَّاب أبو خضير - كتاب الرحالي - كتاب محمد بن سالم - كتاب السنَّاري وكتَّاب والدي رحمه الله.
ورغم ان لوالدي كتَّاباً فقد درست وتعلمت في كتَّاب الشيخ إبراهيم الطرودي لإدراكه ان تعلمي في كتَّاب الوالد يعطيني فرصة للإهمال.
رحمهم الله جميعاً، وبعد صمت دام دقيقتين قال الشيخ جعفر:
…