كتاب طيبة وذكريات الأحبة (اسم الجزء: 1)

180…
وفي منطقة العنبرية عبد الرحمن مهلهل واخو صالح سفرجي وفي نهاية شارع العينية عمر أبو يوسف وفي اول مدخل مقعد بن حسين العم يوسف عوضي حمزة بغدادي - وواحد من بيت العيساوي هؤلاء مختصون بصناعة (العقل) وهو ما يعرف بالعقال اضافة إلى الشيخ حسين رشوان والشيخ امين بري رحمهم الله جميعا.
الحصار وكرم آل سعود لأهل المدينة (1)
مع بداية عام 1344هـ كان حصار الملك عبد العزيز للمدينة ففي الجهة الشمالية الغربية كان النشمي يحاصر المدينة من هذه الجهات والدويش من الجهة الجنوبية وهو ما يعرف بالعوالي.
ومن حوش النزهات كنا نشاهد طلقات المدفعية التركية في فوق جبل سلع وهي متجهة إلى العوالي حيث يعسكر الدويش.
وبعد ان وصلنا إلى مرحلة من الجوع الشديد قمنا بارسال شخص يسمى عبد الحفيظ الخشمة فوجد ان منطقة العيون مليئة بالخيرات وهي منطقة النشمي.
وبعد ان اشترينا بعض الحمير واستعنا بالحمير التي كانت تستخدم لسحب عربات المخلفات ولشدة حرصنا على المغادرة وجدنا ان التعليمات تقول ان الخروج صعب جداً من ابواب المدينة وأرشدنا إلى باب المجيدي وتحركنا باتجاه السنبلية ثم باب المجيدي باتجاه العيون واستغرقت رحلتنا هذه ليلة كاملة منذ تحركنا من حوش النزهات وحتى وصولنا إلى معسكر النشمي - كانت رحلة شاقة جداً فمعنا الاطفال والنساء والحمير بعضها يسقط على الارض من شدة الجوع ثم حرصنا لئلا يشاهدنا أحد من الحاميات التركية خوفاً من نيران المدافع.
وصلنا إلى العيون مع اشراقة شمس صباح اليوم التالي فقابلنا شخص يدعى جميل أحد عبيد أبو يوسف فرحب بنا واحضر للنساء صحنا كبيرا مليئا بالرز واللحم وكذلك الرجال ومن شدة الجوع لم يتمكن أي رجل من مدَّ يده اكثر من ثلاث مرات ولم نملك من المال او من اساور النساء الفضية اي شيء فقد سلب جنود الاشراف كل شيء عند خروجنا من باب المجيدي - ورغم كثرة عدونا لم نستطع ان نفعل شيئاً وعندما تقدم الخال درويش والخال بشير لمنع ذلك هددهما الجنود بالبنادق فخرجنا بثيابنا فقط. عموماً كانت نقاط ترحكنا كالتالي -…
__________
(1) العهود الثلاثة - محمد حسين زيدان.

الصفحة 180