كتاب طيبة وذكريات الأحبة (اسم الجزء: 1)

322…
الرجبية بفتح الراء المشددة وفتح الياء المشددة احدى العادات التي اعتاد عليها أهل مكة وجدة ورابغ وجنوب اليمن في شهر رجب من كل عام، فقبل حلول هذا الشهر المحرم تتحرك الركوب من جدة ومكة ورابغ وجنوب اليمن متجهة إلى المدينة المنورة احتفاءً بذكرى الإسراء والمعراج وزيارة النبي صلى الله عليه وسلم وزيارة سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب عم الرسول الكريم صل الله عليه وسلم، وعند حلول هذا الشهر وبدايته تكتمل الركوب فتظهر قوافل الجمال محملة بالشقادف والتي في الغالب تكون بداخلها النساء، وأما الرجال فركائبهم الحمير والبغال ويطلق الركب على المجموعة القادمة من محلة معينة كركب أجياد من مكة وركب جدة من جدة، وكان لكل ركب شيخ (قائد لهذا الركب) وشخص محدد لحمل البيرق وهي مصنوعة من القماش ذو علامة مميزة تميزه عن الركوب الأخرى كما يرافق الركب حادٍ يحدو لأهل الكب اثناء سيرهم والحادي هو المنشد.
((تحرك الركوب))
يكون تحرك الركوب المتجهة إلى المدينة المنورة مع بداية شهر رجب وعند وصولهم إلى مشارف المدينة يصدح الحادي بشعر في مدح الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ويستقر الركب عند وصوله المدينة في باب السلام وبعد الزيارة يصدح الحادي:
عسى عسى في كل عام نقف على باب السلام
ونشاهد البدر التمام نبينا خير الأنام
ويردد إهل الركب خلفه بهذه الأبيات ثم يتحركون في اتجاه الأماكن التي خصصت لنزولهم.
ثم يتحركون لزيارة الأماكن المأثورة ((المساجد والأماكن الأثرية)) فيتجهون إلى مسجد قباء وينشد حادي الركب:
من طيبة أشرقت بالليل أنوار ولاح منها لأه الركب أسرار
تمايل الركب لما هب ريح قباء كأن ريح قباء للركب خمَّار…

الصفحة 322