45…
وللسيد البيتي مخطوطة بمكتبة السيد عارف حكمت اطلع عليها الأستاذ الفاضل عبد القدوس الأنصاري رحمه الله ووصفها بانها مخطوطة جمعت ما حفظه السيد البيتي وما طالعه من الطرائف بدون ترتيب اكان ذلك خلال رحلاته بين صفحات الكتب أو الاقطار التي زارها.
ولعل النسخة الثانية لهذا المخطوط والتي قال عنها الأستاذ عبد القدوس الأنصاري انها موجودة في جاوه قد تكون اكثر تكاملاً من نسخة عارف حكمت وهذا ما اشار له الشيخ الفاضل محمد علي مغربي عند طرحه موضوع اعلام الحجاز في القرن الثاني عشر في الاربعاء الاسبوعي وهذه بعض الابيات من شعره الفني لوصف ينبع عام 1143هـ.
نزلنا بمرسى ينبع البحرة مرة على غير رأى ما علمنا طباعه
نقارع في جند البعوض كتائباً وفرسان ناموس عدمنا قراعه
فلو يجد المسوع من عظم مابه من الصخر درعاً لاستخار ادراعه
فلك جلد صار بالحك أجربا اخاف عليه يا فلان انقشاعه
ومن شعره في وصف فتنة الاغوات عام 1155هـ في حرم المدينة:
واصبح الحرم العالي وروضته مالجبخانة بالبارود يحشوها
لا جمعو لا صلاة لا أذان بها إلا البنادق ترمي في نواحيها
بكى على الدار لما غاب حاميها وجر حكامها فيها أعاديها
بكى لطيبة اذ ضاعت رعيتها وراعها بكلاب البر راعيها
بكى لمن هاجروا بالكره واحتملوا عنها وكانوا قديما هاجروا فيها
ولم ينس السيد البيتي أحبابه واصحابه ففي الأبيات التالية يمتدح بها صديقه الشيخ مصطفى أحمد الشَّعاب:
فالبشر من اخلاقه والجود من اعراقه والبر من اعماله
لو رحت أمدحه بكل غريبة في المدح لم استوف بعض خلاله
واذا طلبت له قرينا في العلا حولت ذلك على محال محاله…