53…
أعجب الشيخ محمد العمري بطريقة شرح الدرس وحضر في اليوم التالي ومعه كتاب ابن عقيل وهو الكتاب الذي يشرحه الشيخ عبد الجليل برادة وكان الشيخ العمري قد راجع الدرس قبل حضوره وفي الدرس وجه العمري بعضاً من الاسءلة للأستاذ الذي أعجب من الاسئلة واستمرت هذه الحال خمسة أيام وفي اليوم السادس وبعد انتهاء الدرس أقبل الشيخ العمري يسلم على أستاذه فهز يده يستبقيه.
وبعد صلاة العشاء تعرف الشيخ البرادة على الشيخ العمري فسأله عن بلده وأهله وطلب منه البقاء في المدينة لينال فضيلة الهجرة والعلم.
استشار الشيخ العمري زملاءه الذين حضروا معه فاستحسنو الأمر ومكث الشيخ العمري بالمدينة حتى أجيز من شيخه في عام 1316 هـ.
كان العمري مالكي المذهب وطلب من استاذهان يدله على مالكى ليدرس الفقه المالكي.
أخذه شيخه إلى العلامة بالمسجد النبوي الشيخ العربي بن زروق مفتي المالكية بالمدينة وفي عام 1319 هـ منحه الشيخ الزروق إجازة تدل على فضل الشيخ العمرى.
ثم تابع العمرى طلب العلم فدرس التوحيد على يد العلامة الحنبلى الشيخ عبدالله القدومي النابلسي.
وقد كان للشيخ العمري طموحات كثيرة نال على إثرها اجازات في شتى العلوم منها:
1) اجازة من الشيخ الحافظ عبد الحي الكتاني 1319 هـ.
2) اجازة من الشيخ المغربي سالم باحاجب 1319هـ.
3) اجازة من نقيب أشراف بغداد ومفتيها السيد على حيدر 1327هـ.
4) اجازة من العلامة المراكشي الفقيه السيد على الدفدارة 1322هـ.
5) اجازة من الشيخ خليل بن أحمد السهارنفورى 1345 هـ.
6) اجازة من الشيخ عبد السلام حسب الله 1327هـ.
وكمن خلال هذه الاجازات المتنوعة فقد اصبح الشيخ العمري بحراً في العلم.
ولم يدخل الغرور قلبه واعترف بمن لهم الفضل في وصوله إلى المرحلة من النضوج الوافر في العلوم ومن الذين درس عليهم العمري في علم الهيئة والميقات استاذه حسن اسكوبي وفي الأدب والبلاغة الشيخ عبد الجليل برادة.
سكن الشيخ العمري عند قدومه للمدينة في حوش الحمزاوي وبالتعبير الصحيح زقاق الحمزاوي.
…