92…
السيد عبيد عبد الله محمد مدني - رحمه الله
ولد بالمدينة المنورة 1324هـ في شهر ربيع الأول.
وسماه والده باسم عبيد الله ولكن اختصاراً اطلق عليه اسم عبيد فعرف به.
لم يهنأ السيد عبيد بالأبوة الحانية فقد توفى والده وهم لم يبلغ الخمس السنوات فتولته والدته بالرعاية واستقر معها في منزلهم في سوق الحِدَرة والمعروف ببيت المفتي.
وفي العهد الهاشمي دخل المدرسة الفيصلية وبعد حصوله على شهادتها التحق بالمدرسة الراقية.
التحق بحلقات المسجد النبوي لدى الشيخ محمد الطيب الأنصاري والشيخ محمد العمري الواسطي.
ويعتبر السيد عبيد الأول من أقرانه الذين اتجهوا نحو الأدب الحديث - وكان اتجاهه إلى الشعر اكثر من اتجاهه إلى النثر رغم انه كان يجيد الاثنين معاً.
كان السيد عبيد له رونق خاص بالشعر وجاء هذا لتأثره بأستاذه الشيخ العمري.
ويقول الشيخ عبد القدوس الأنصاري ضمن مقال له في مجلة المنهل عن نفسه وعن السيد عبيد ((لم يكن اذ ذاك أحد غيرنا يحاول شق هذه الطريقة في المدينة المنورة)) انتهى ويقصد الشيخ الأنصاري أنه والسيد عبيد اول أديبين تحررا من قيود السجع والمحسنات اللفظية.
ويصف الشيخ الأنصاري ديوان السيد عبيد ((المدنيَّات)) انه يقع في 188صفحة بخط يده وكتبه في ربيع الثاني عام 1372هـ ويتألف الديوان من جزءين.
ويعتبر السيد عبيد مدنى من الاوائل الذين قرعوا باب الوطنيات من الشعراء المعاصرين آنذاك.
ففي أول عام 1344هـ ألف قصيدة ((نفثة مصدور)) يخاطب من خلالها أبناء المدينة أيام حكم الاشراف قال فيها:
هبوا بني الوطن المقدس ابدلوا ... هذا الجمود ليقظة وثبات…