كتاب أعلام من أرض النبوة (اسم الجزء: 1)

11
هذا الكتاب الذي طلب إلي مؤلفه الشاب الأديب أنس يعقوب كتبي تقديمه للقراء، يترجم لثلاثة عشر عالماً وأديباً من المدينة المنورة وقد سماه المؤلف "أعلام من أرض النبوة"، وقد عرض المؤلف لحياة هؤلاء الأعلام منذ نشأتهم المباكرة في طيبة الطيبة وفصل لنا الكيفية التي تعلموا فيها، والكتب التي قرأوها، والمشايخ الذين تلقوا العلم عنهم في حلقات العلم التي كانت تغص بها رحاب المسجد النبوي الشريف وهو بهذا التفصيل يقدم لنا صورة للنشاط العلمي والديني خاصة في دار الهجرة، في ذلك الزمن الذي كان نظام التعليم فيه قاصراً على المتلقي من أفواه العلماء، والذي لم تكن فيه المؤهلات العلمية الجامعية قد عرفت في بلادنا، ولا تقتصر هذه التراجم على تفاصيل النشاط العلمي، وإنما تمتد لتقدم لنا صورة من حياة صاحب الترجمة في حضره وسفره، كما تقدم للقارئ نماذج من شعره إن كان شاعراً، ومن رحلاته إن كان ممن يسيحون في الأرض لطلب العلم أو لطلب الدنيا، هذه التراجم ليست تراجم قصيرة تكتفي بإيراد اسم العلم ووظائفه ومؤلفاته وتاريخ ميلاده ووفاته، وإنما هي تراجم مبسوطة تمزج بالحركة وتزخر بالأوصاف والمعلومات.
وقد وددت لو أن المؤلف الشاب أشار إلى مصادر المعلومات التي أوردها في هذه التراجم فوثق الكتاب بها، فإنه يكون قد أكمل عمله بهذا التوثيق، وأرجو أن يتدارك ذلك في طبعة ثانية للكتاب وحينما يؤلف من كتب في المستقبل.
وكلمة أخيرة لا بد لي أن أذكرها، أن مؤلف هذا الكتاب شاب في مطلع العمر فهو يقدم كتابه هذا للطبع وهو في الحادية والعشرين من العمر فهو من مواليد سنة 1393هـ والشبان في هذه السن المباركة لا يشتغلون بأمثال هذا البحث الذي تصدى له صاحبنا، وإنما يشتغلون بأمور أبعد ما تكون عن مثل هذه المباحث الجادة، ولهذا فإن سروري بالكتاب وبمؤلفه كان عظيماً وإذا كانت هذه بدايته فإني أتنبأ له بمستقبل عظيم بإذن الله تعالى يقدم فيه الكثير الجيد الذي يجلو تاريخ المدينة المنورة ورجالاتها في ماضي الزمان.
محمد علي مغربي

الصفحة 11