114 ... العلم مجتهداً في الطلب فبدأ يحضر حلقاته واحدة تلو الأخرى يستمع إلى العلماء لا تكاد تفوته كلمة فتلقى العلوم الشرعية والعربية على يد والده أولاً ثم درس على يد العلامة الفاضل علي بن ظاهر الوتري صحيح البخاري ومسلم ومشكاة المصابيح وأعاد دراسة صحيح البخاري على يد المتحدث المعمر المسند فالح الظاهري المدني ودرس عليه أيضاً عقود الجمان في علم المعاني والبيان وتتلمذ على العلامة المسند المحدث الجليل محمد جعفر الكتاني أثناء جلوسه في الحجاز وعلى أعمامه مثل العلامة عبد الكريم البرزنجي وعمه المفتي علي البرزنجي وعمه الفاضل السيد جعفر المتقدمة ترجمته ثم درس على عالم المدينة الشهير درويش قم قم جي رحمه الله ثم درس بعد ذلك على شاعر وأديب الحجاز العلامة الفاضل عبد الجليل برادة فدرس عليه نفائس كتب الأدب مثل الكامل للمبرد وديوان الحماسة وأدب الكاتب لابن قتيبة وديوان المتنبي وآداب القالي ومقامات الحريري وغير ذلك من العلوم الأدبية، ولكن عناية والده به كانت فائقة فأقرأه النحو والصرف والبلاغة والفقه والحديث والتفسير مع عنايته بالرواية والأخذ عن كبار المحدثين والمسندين في ذلك العصر أمثال الشيخ عبد الغني الدهلوي والعلامة يوسف النبهاني والإمام البوصيري والعلامة المجتهد محمد أمين البيطار، وكان السيد زكي كثير التردد على مكة المكرمة واجتمع مرات بالشيخ حسين محمد الحبشي الشافعي واستفاد منه وهو عمدته في الرواية بمكة المكرمة.
وبعد كل هذا نال السيد زكي الإجازة العالية في التدريس ونشر العلم ولكنه لم يكتف فأسرع والتحق بالمدرسة الإعداية بالمدينة المنورة في زمن الدولة العثمانية وتلقى فيها مبادئ اللغة التركية والعلوم الرياضية فمكث فيها عدة سنوات حتى شفى غليله العلمي فكان الطالب المجتهد والمجد في البحث وطرق العلم من كل أبوابه.
دروسه بالمسجد النبوي الشريف
تصدر السيد زكي للتدريس في المسجد النبوي وكانت حلقته من كبار الحلقات بالمسجد النبوي فهي بجوار حلقة الشيخ سعيد بن صديق الفوتي وحلقة الشيخ عبد الفتاح أبو خضير فقد طاف عليه الكثير من الطلاب وتخرجوا عليه. ...