124 ...
السويدي ومفتي الديار الشامية والشيخ أمين الجندي وغيرهم من العلماء ثم عاد إلى المدينة المنورة بعد أن أخذ وافراً من العلم في رحلته التي استمرت لمدة سنة اجتمع فيها بكثير من علماء المشرق والمغرب ونال الإجازات الكثيرة.
دروسه العلمية
لقد كان الشيخ عبد الجليل عالماً متضلعاً متمكناً ماهراً بارعاً بحق في جميع العلوم والمعارف خاصة في الأدب والفقه وأصوله والبلاغة والنحو الفلك والفرائض وغيرها من العلوم العامة وهبه الله تعالى الذكاء والنباهة والحذاقة والفطانة والحقيقة لقد كان الشيخ عبد الجليل موسوعة متحركة متنقلة في جميع العلوم بدون استثناء لا يباريه أحد، يخوض في البحث ويتعمق في التحليلات وتستهويه التحقيقات ولا يقف عند حد فأصبح ذا شهرة فائقة فنال من العلم ما نال ولما أخذ الإجازات الضخام من شيوخه أمروه بالجلوس للتدريس فاستجاب لأمرهم وتصدر للتدريس وهو في العشرين من عمره فأصبحت حلقاته من أكبر الحلقات يأتيه طلاب العلم من كل مكان فدرس وأفاد وانتفع به العباد وعقد للعلم سوقاً لا مثيل لها وكانت حلقته في الروضة الشريفة المباركة، لقد كان الشيخ عبد الجليل مشاركاً في كافة العلوم الشرعية وبارعاً في العلوم العربية والأدبية وأجاز كثيراً من الطلاب في المشرق والمغرب فكان يجيز بكلمات جميلة وقد اطلعت على إجازتين للشيخ عبد الجليل يروي فيها عن جميع شيوخه وقد تولى رحمه الله التدريس بمكة المكرمة خلال إقامته فيها من عام 1323هـ حتى عام 1326هـ وقد كان للشيخ عبد الجليل عناية فائقة باللغة العربية فاعتبره المؤرخون من كبار اللغويين وكان يدرس نفائس الكتب الدينية والأدبية مثل الكامل للمبرد وأدب الكاتب لابن قتيبة وآداب القالي وديوان الحماسة وديوان المتنبي ومقامات الحريري وغير ذلك ويدرس الحديث والفقه والتوحيد والصرف والمعاني والبيان وغير ذلك وكان الناس يقصدونه في بيته ويدرسون عنده ويستجيزهم رحمه الله. ...