كتاب أعلام من أرض النبوة (اسم الجزء: 1)

13

تمهيد
الحمد لله، الحميد المجيد، الذي خلق الإنسان وأكرمه وأعلى مقامه في الدنيا والآخرة، وفضله على سائر المخلوقات، وجعل له الحكم في الأرض، وأمده بنعم لا تعد ولا تحصى، وأرسل إليه الأنبياء لهدايته وإرشاده.
الحمد لله، الحميد المجيد، الذي جعلنا من أمة هذا النبي أشرف العباد، نشهد بذلك بقول "أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن سيدنا محمداً عبده ورسوله" خير من أرسله، شهادة ندخرها ليوم الإشهاد، وأفضل الصلاة وأتم السلام على سيدنا محمد الهادي إلى سبل الرشاد وعلى آله وصحبه الذين بذلوا نفوسهم في قمع أهل الزيغ والإلحاد والتابعين لهم من الجهابذة النقاد ورثة الأنبياء.
وبعد، فهذا مؤلفي الأول عن تراجم علماء وأعلام المدينة المنورة المباركة في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين، وقد هداني ربي وأرشدني لأقوم بكتابة هذه الصفحات المشرقة من تاريخ الرجال، لتطلع عليها الأجيال تلو الأجيال ويعرفوا ماذا صنع الآباء والأجداد من أجلهم.
وليس شرطاً أن يكون المؤلف قد عاش معهم أو زاملهم ولكن هو تاريخهم المشرق والمشرف جعلنا نعرف عنهم كل شيء والتاريخ ينقل، ولو لم ننقل لما استطعنا أن نكتب إلا ما شاهدنا، ولكن علينا أثناء كتابتنا للتاريخ أن نغربل المعلومات، إن صح التعبير، ونتأكد من صحتها لنكون قد أدينا ما علينا من أمانة علمية. والكتاب لا يعني التقليل من قيمة شخصيات لم ترد أسماؤهم به .. لا، بل العكس، سوف أحاول أن أستمر في تأليف وإخراج الأجزاء القادمة - إن شاء الله - كما أنه لم تكن عندي أولوية في هذه التراجم إنما هي توفر المعلومات الذي جعلتني أقدم هؤلاء الرجال وأوخر غيرهم لعدم اكتمال سيرتهم، وإني أناشد كل من لديه ترجمة لجده أو أبيه أو أحداً من ذويه أن يزودني بها لتكون في الأجزاء القادمة بإذن الله.

الصفحة 13