كتاب أعلام من أرض النبوة (اسم الجزء: 1)

130 ...
ومن أقواله:
صاح: إن الزمان لمعة برق
فاغتنم فرصة الزمان وبادر
وافعل الخير ما استطعت فما
أنت عليه في كل وقت بقادر

وللشيخ عبد الجليل شعر جيد في السياسة يقوله سراً حتى شعر به الأتراك فأبعدوه عن المدينة المنورة إلى الأستانة فقال وهو هناك:
قدر الله أن أعيش غريباً في بلاد أساق كرها إليها
وبفكري مخدرات معان نزلت آية الحجاب عليها

وهذه الأبيات الجميلة تدل على أن الرجل لا تأخذه في الحق لومة لائم فلم يكتم أفكاره بل أذاعها عن طريق الشعر.
وحينما بحثت عن نثر الشيخ عبد الجليل برادة في بطون الكتب لم أجد سوى ما قرظ به الكتاب المسمى بعلم الدين، في حضرة العالم الفاضل علي باشا مبارك وهذا نصه:
ما تنسج الأيدي يبيد وإنما يبقى لنا ما تنسج الأقلام

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد فإني تصفحت هذا الكتاب، بل العجب العجاب، الذي نسبت للشيخ علم الدين روايته، وأسندت للسائح الإنكليزي حكايته، فوجدته نزهة للناظر، وسلوة للخاطر، فيه للقلوب ارتياح، وللخواطر نشاط وارتياح، تعرب مبانيه عن لطيف معانيه، وتفصح روائع ألفاظه الرائقة عن بدائع مضامينه الفائقة، ويشهد لمؤلفه بعلو المقدار، ولمصنفه بحسن الاختيار، جمع فيه من غرائب الفنون ونقائض الجد والمجون، الضب والنوب، وقرن إلى أسنى المقاصد أشرف المطالب، فصح أنه المرغوب لكل طالب، أظهر فيه ما خفي من أسرار الصنائع، وكشف عن وجه مخدرات العلوم، البراقع، وأضاف إلى ذلك من ...

الصفحة 130