131 ...
حكم الحكماء، ما أغفلته القدماء، ووشحه بلطائف النوادر، وما تفردت به الأواخر، وأظهرته في هذا الدور الأخير فهو مخترع لجميع المترعات جامع، وبديع في بيان معاني المبتدعات نافع، ينتقل من فصل إلى ضده، ويحكم الوصل بما أبداه من عنده فكان مؤلفه المفضال يقول فيه بلسان الحال:
تصديت في إتعاب فكري لجمعه فجاء كتاباً في البها لا يشارك
وكنت بحمد الله فيه موفقا فأسمى علي في الأنام مبارك
فلله در من أنشأه، وبطراز الحسن والإحسان وشاه، فإنه أجاد، وسلك طريق السداد، وبلغ به ما فرق المراد، بلغه الله تعالى أمانيه، وكبت حاسده وشافيه، ولا زال متواصل البقا دائم الارتقا، بهجة للياليه وأيامه، يزين الوجود بآثار أقلامه، مغتنماً للثناء الجميل، والأجر الجزيل، بحرمة سيد الأنام، الذي يحسن بذكره البدء والختام، ومن نظامه.
وهناك قصيدة شهيرة ينسبها بعض المؤرخين إلى الشيخ عبد الجليل وهي لابنه سعد الدين فقد اطلعت على مخطوط لهذه القصيدة بخط ناظمها بما نصه " قال الفقير الراجي من الله الحسنى وزيادة سعد الدين ابن الفاضل المرحوم الشيخ عبد الجليل برادة المدني " هذا ما كتب على القصيدة التي سأضعها في هذه الترجمة وللشيخ عبد الجليل خمسة أبناء ثلاثة منهم شعراء مجيدين وهم سعد الدين، محمد سامي، حسن.
عن در مبسمها، عن دمع أجفاني عن الشقيق: كذا عن خدها القاني
عن المحيا، عن البدر المنير، وعن سود الغدائر، عن ليلات أشجاني
أروي الصبابة عن ثبت الغرام بها صحيحة سلسلت في الحب أحزاني
من لي برؤيتها يوماً وقد عطفت بواوِ أصداغها رحما على العاني ...