كتاب أعلام من أرض النبوة (اسم الجزء: 1)

141 ...
ولكن الشيخ الشلبي كان محباً للعلوم فجد واجتهد في طلبها وأخذ عن كبار مشايخ عصره فحفظ المتون العديدة وانكب على قراءة الفقه والحديث والتفسير والفرائض والمناسخات والعربية والمعاني والبيان والبديع والمنطق وغيرها كعلم الحروف والأسماء والأوقاف فبرع فيها وأتقنها فمن مشايخه الأفاضل الشيخ العلامة عبد الرحمن الرافعي والذي قرأ عليه النحو والصرف وعلوم البلاغة ومن مشايخه العلامة اللوذعي حسين الجسر الطرابلسي صاحب الحصون الحميدية وقرأ أيضاً على العلامة الفقيه محيي الدين الخطيب وجميعهم نال عنهم الإجازة في بث العلم ونشره ومن مشايخه بالحجاز العلامة الفاضل حبيب الرحمن الكاظمي المدني والشيخ محمد بن جعفر الكتاني والعلامة السلفي الحنبلي عبد الله القدومي مسند عصره ودرس عليه الحديث والمسلسلات ومن شيوخه الشيخ عبد المنعم الخطيب والشيخ عبد الله الركاني والشيخ بدر الدين بن يوسف عالم دمشق والشيخ خليل صادق وجميعهم نال منهم الإجازة العامة بالتدريس وبث العلم ونشره.
دروسه بطرابلس
برز الشيخ الشلبي بين أقرانه من العلماء فكان الطالب البارز أمام مشايخه مما جعلهم يأمرونه بالجلوس والتدريس وهو ابن عشرين عاما ً في مساجد طرابلس وبعد ذلك ابتعثته إدارة المعارف اللبنانية لتدريس أنواع الخطوط في الصفوف العليا في مدارسها فمكث هناك عدة سنوات.
هجرته إلى الحرمين
وقد كان لقراءته سيرة النبي صلى الله عليه وسلم أثر في تشوقه وتطلعه إلى مجاورة الحبيب عليه الصلاة والسلام فهاجر إلى البلاد العظيمة منبع الإسلام ومولد سيد المرسلين منقذ العباد من الشرك والضلال، فقصد الحجاز حاجاً سنة 1317هـ وبعد أن أدى فريضة الحج مرغب في الاستزادة من العلم على جهابذة الحرمين الشريفين فزار المدينة المنورة وأقام في الروضة الشريفة في المسجد النبوي الشريف فمكث فيها ثمانية عشر يوماً نزيلاً عند أحد علمائها ولكن ...

الصفحة 141